أخر الاخبار

القائم بالاتصال في حملات الاتصال العمومي

 القائم بالاتصال في حملات الاتصال العمومي:

   يعد دور المرسل أو القائم بالاتصال في مجال حملات الاتصال العمومي دور أساسي إذا يتمتع بالفعالية عندما يكون قادرا على تكييف رسالته بما يتماشى ويتلاءم مع الموقف المطلوب، أي أنّه ينبغي أن يكون واعيا بأثر رسائله ونتائجها ويستطيع أن يكيِّفها بما يتلاءم مع الجمهور المستهدف.

1) شروط ومواصفات القائم بالاتصال في حملات الاتصال العمومي:

   والقائم بالاتصال أو المرسل في الحملات الإعلامية عادة ما يكون مؤسسة أو منظمة أو هيئة أو وزارة، و نادراً ما يكون فرداً، فالقائم بالاتصال له أهمية كبيرة في الإقناع فهو مبدأ العملية الاتصالية ولا بد أن تتوفر له شروط معينة و أن تكون هناك معايير معينة تحددها السياسات لاختيار الجهات أو الأفراد الذين يقومون بتنفيذ الحملة و تدريبهم تدريباً يؤهلهم لتحمل المهمة و القيام بها، و لذلك يجب أن يتوفر له الآتي : 

● وضوح الأهداف من الحملة الإعلامية و تحديد هذه الأهداف تحديداً جيّداً.

● توافر الإمكانيات المادية و البشرية التي تناسب الأهداف المراد تحقيقها.

● وجود إطار تنظيمي يضمن تعظيم الاستفادة من الإمكانيات المتاحة لتحقيق الأهداف

المرجوة، فالتنظيم الجيّد هو الذي يساعد على نجاح العمل و يضع الضوابط التي تحكم سير العمل.

   هذه الشروط تتعلق بالقائم بالاتصال في الحملة بصفة عامة، وهناك من يرى أنّ حملات الاتصال العمومي تتطلب عناصر معينة لدى القائم عليها والمحيط الذي يعمل فيه ومن أهمّ هذه العناصر:

● فهم تجارب وخبرات المستقبلين ومن ثمة إمكاناتهم في التكيف وفق ما تتطلبه هذه 

● اعتماد عناصر التأكيد في الرسالة حتى يضمن التفاعل من طرف المستقبل.

وعلى المرسل في حملة الاتصال العمومي أن يضع صوب عينيه تحقيق الأهداف التالية:

● إعلام المتلقي بالمشكل القائم أو خطورة الآفة وضرورة مكافحتها والتصدي لها.

● إقناعه بضرورة اتخاذ مواقف معينة ومناسبة للمشكل المطروح على أن تكون محاولات إقناعه بالأسلوب الايجابي وأن لا تكون عنيفة حتى لا تنتج عنها ردود فعل عكسية.

● تحفيزه بالاستمالات التي تصلح له بعد دراسته واستعمالها لتحفيزه على اتخاذ السلوك المناسب.

● الدعوة إلى تبني السلوك اللائق بعد فهم ضرورته في الحياة المدنية والحضارية. 

والمرسل في حملات الاتصال العمومي قائد لقضية ومساهم في مكافحة الآفات والقضاء على المشكلات، لذلك عليه التحلي ببعض الصفات القيادية التي تساعد على بلوغ الأهداف العامة والخاصة للحملات ومن أهم هذه الصفات:

أن يكون ذو شخصية سوية متكاملة حتى ينجح في الإدارة الإعلامية الاتصالية وذلك مرهون بالاستقرار الوجداني والإدراك المتصل بالوعي والعقل.

أن يكون ذو شخصية منفتحة متمكنة من مهارات الاتصال الفعال.

أن يكون ذو شخصية تتميز بتذوق الجمال بمفهومه الحضاري.

2) متطلبات أداء القائم بالاتصال بدوره في حملات الاتصال العمومي بنجاح:

   إذا ارتبطت الأهداف المشار إليها سابقا ببعضها وتمكّن المرسل من أسباب تحقيقها فإنّه بذلك يتمكن من إرساء القواعد الإستراتيجية للحملة في مجال الاتصال العمومي، وحتى ينجح في ذلك عليه تطوير كفاءة عمله في الحملة بمراعاة الآتي:

● المعرفة: إذ لا يمكن أن للقائم بالاتصال في حملة الاتصال العمومي أن يمكّنها من 

تحقيق فعاليتها دون قاعدة معرفية رصينة حول المشكل أو الموضوع المطروح، فيكون على دراية بالآراء والدراسات ونتائج البحوث والتجارب العملية حوله، ممّا يزوده بقدرات وإمكانات لبناء توقعات وتطرح سيناريوهات على درجة من الدقة وبالتالي المساهمة في الإقناع وبالتالي معالجة الوضع.

● الخبرة والتجارب العملية: وهي تكتسب إمّا من خلال مشاهدة ومراقبة الآخرين أو 

مشاركتهم التجارب المشتركة وكلما استشعر ما يعانيه المستقبلون لأفكاره ورسالته وتعرّض بذلك لمواقف اتصالية متنوعة، كلّما ساعد ذلك في نفاذ الرسالة وفعالية الاتصال، كما يساهم ذلك في إكساب القائم بالاتصال القدرة على تصور التوقعات، وبالتالي القدرة على الملاءمة بين الأهداف والجمهور المستهدف. 

● الدوافع: أهم ما يمكن أن يدفع القائم بالاتصال في حملة الاتصال العمومي هو إيمانه 

بالقضية موضوع الحملة والفهم الدقيق لها واليقين الراسخ بأنها ذات فائدة على الجميع، وإذا غاب هذا الدافع أصبح القائم بالاتصال متصنعا ومتكلفا وهو ما يحول دون إقناع الجمهور بالرسالة التي توجه بها في حملته.  

● المصداقية: ويتوقف هذا المتطلب على أبعاد مهمة جدا أهمها الكفاءة، الثقافة، الموضوعية، الوعي، الثقة، الحضور الاجتماعي للمتحدث، الترابط العاطفي مع الجمهور، هذا إلى جانب أبعاد مستقلة للمصداقية على المرسل التحلي بها في مجال الاتصال العمومي، كالسمعة الحسنة التي تساعد على بناء جسور الثقة بين المرسل وجمهوره المستهدف وبالتالي التأثير فيهم، لذلك عليه بالابتعاد عن كل ما يضعف من قيمة رسالته ويحرص أن يكون دائما في مستوى تطلعات جمهوره فيما يخص سمعته. 

● بلاغة القول:

 ومن الضروري أن يكون القائم بالاتصال و الإدارة المسؤولة عن الحملة في وضع تنظيمي مرتفع يسمح لهم باتخاذ القرارات و الاتصال بالقيادة العليا في المنظمات و سرعة الحركة عندما يتطلب الأمر ذلك. و قد يخضع القائم بالاتصال في تقديم رسائله و اختيار مضمونها  وترتيبها لعوامل مجتمعية توجد بالمجتمع قد تكون سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو شخصية تتمثل في الضغوط التي قد يتعرض لها أثناء تأدية عمله ، كما قد يتأثر القائم

بالاتصال ببعض الضغوط التي يمارسها مالكو الوسائل الإعلامية سواء كانت الملكية للدولة أو لمؤسسة خاصة بعينها .

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -