أخر الاخبار

درس نشأة الدولة العثمانية من الإمارة إلى السلطنة في التاريخ سنة ثالثة متوسط - الجيل الثاني



المادة:  تاريخ
المقطع الأول:  الوثائق التاريخية
المركبة الأولى:  نشأة الدولة العثمانية من الإمارة إلى السلطنة



أولا- آل عثمان من الإمارة إلى السلطنة:

1/- أصل العثمانيين وموطنهم الأول: ينسب العثمانيون إلى قبيلة "الكايي" التركية التي كانت تعيش في أواسط آسيا (تركستان) ثم هاجرت إلى آسيا الصغرى فرارا من الغزو المغولي، وبعد وفاة أميرهم سليمان شاه التقى ابنه أرطغرل بسلطان الدولة السلجوقية وساعده في حروبه ضد الروم البيزنطيين فكافأه السلطان السلجوقي على تلك المساعدة بمنحه قطعة ارض في شمال غرب الأناظول وسمح له بالتوسع فيها على حساب الروم البيزنطيين.

2/- نشأة الدولة العثمانية:
بعد وفاة أرطغرل تولى ابنه عثمان حكم إمارته، فواصل الجهاد الإسلامي ضد البيزنطيين وعند انهيار الدولة السلجوقية انفتح المجال أمام عثمان فاستقل بأراض جديدة وحرص على بناء دولته بناءا إسلاميا أكمله أبناؤه من بعده، ومنذ ذلك الوقت ظهر ما عرف في التاريخ باسم الدولة العثمانية، ويعد عثمان بن أرطغرل هو المؤسس الأول لها، ففي عام (1299–699ه). أعلن استقلاله عن الخلافة العباسية وقيام دولته.

3/- مراحل الدولة العثمانية وأشهر سلاطينها:
- مرحلة  الإمارة: وتولى فيه ثلاثة أمراء،  وأشهرهم عثمان بن أرطغرل.
- مرحلة السلطنة: وتولى فيها خمسة سلاطين، وأشهرهم محمد الفاتح.
- مرحلة الخلافة: أشهر خلفائها  سليم الأول و سليمان القانوني وتنتهي هذا المرحلة بالخليفة عبد المجيد الثاني سنة 1924 م بعد إلغاء الخلافة رسميا في تركيا على يد مصطفى كمال أتاتورك.   
      
ثانيا- فتوحات الدولة العثمانية
1 - توسعاتها في اسيا الصغرى (الأناضول): بدأت حركة التوسع في عهد عثمان الأول الذي استولى على المناطق المشرفة على بحر مرمرة والبحر الاسود شرقا، ثم بني شهر غربا سنة 1300م، واحتل اورخان بورصة وازمير 1326م الى أن سيطر العثمانيون على كل الاناضول.

2 - فتح اليونان والبلقان: امتد النشاط العسكري للعثمانيين إلى أوروبا منذ عهد السلطان أورخان بن عثمان الأول. وفي عهد  مراد الأول تمكنت جيوشه من تخطي مضيق البوسفور وهاجمت شبه جزيرة البلقان، وتوالت انتصارات مراد الثاني فأتم فتح مقدونيا وصوفيا والقسم الشمالي من اليونان سنة 1385م/787ه.
- في سنة 1389م/792 تمكن ابنه بايزيد من فتح صربيا. وضم العديد من الإمارات والبلدان الأوروبية فأثارت هذه الانتصارات مخاوف الأوربيون فكونوا ضده تحالفا صليبيا تمكن السلطان العثماني بابزيد من هزيمتهم في موقعة نيقوبوليس سنة 798/1396م ه.

3- فتح القسطنطينية عام 1453 م: 
- بعد حصار بري وبحري دام قرابة الشهرين، وكان عدد الجنود العثمانيين الذين يحاصرون المدينة من الجهة البرية قرابة 250.000 جندي، أما من الناحية البحرية فكان هناك قرابة 180 سفينة. وتمكن الفاتح وجنوده فجر (يوم الثلاثاء 15 من جمادى الأولى عام 857هـ/29 مايو 1453م) من تحطيم أسطورة القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية التي عاشت حوالي 09 قرون، وكانت العدو الأول للإسلام والمسلمين وقتل إمبراطورها في المعركة، وسيطر العثمانيون على المدينة سيطرة كاملة.
- أمر السلطان محمد الفاتح أن يؤذن في كنيسة آيا صوفيا إيذانًا بتحويلها إلى مسجد.
- كما أمر السلطان بتغيير اسم المدينة إلى إسلام بول (إستانبول) أي مدينة الإسلام، واتخذت عاصمة للدولة العثمانية.  

* شرح المصطلحات
- الانكشاريـة : أصل الكلمة "يني تشري"و تعني بالتركية "الجيش الجديد" وهو جيش محكم التدريب مكون من عناصر مسيحية شديدة الولاء للسلطان .
- القسطنطينية : تأسست في 330 م على يد الإمبراطور البيزنطي "قسطنطين الأول" ،فتحها "محمد الفاتح"29-05-1453 م و أسماها "اسطامبول" .و منها انتشر الإسلام الى شرق اوربا.
- سلاجقة الروم : فرع من السلاجقة كونوا دولتهم في آسيا الصغرى أواخر القرن 11 م وظلت مملكتهم تحمل اسم"الروم" لكونها قامت في أراضي كانت من قبل تابعة للدولة البيزنطية.ورثت حكمهم الدولة العثمانية.
- البلقان : الجنوب الشرقي من أوربا.

* التعريف بالشخصيات
- عثمان بن أرطغرل: السلطان عثمان بن أرطغرل أو (عثمان الأول) بن سليمان شاه (656 هـ/1258م - 1326م) مؤسس الدولة العثمانية وأول سلاطينها وإليه تنسب. شهدت سنة مولده غزو المغول ـ بقيادة هولاكو ـ لبغداد وسقوط الخلافة العباسية.تولى الحكم عام 687 هـ / ( 1299 - 1324 ) بعد وفاة أبيه أرطغرل بتأييد من الأمير علاء الدين السلجوقي. قام الأمير السلجوقي بمنحه أي أراض يقوم بفتحها وسمح له بضرب العملة.
- محمد الفاتح: هوَ السُلطان محمد خان الفاتح بن السّلطان مراد الثّاني المولود عام 833 للهجرة الموافق للعام 1429 للميلاد، وترتيب الخليفة محمد الفاتح في سلسلة السّلاطين العُثمانيين يأتي في المرتبة السّابعة، تولّى الخليفة العادل محمد الفاتح الخِلافةَ من أبيه مراد الثّاني - الذي تنازل عن عرشه له - وهو بعمرِ 22 عاماً، وكان تولّيه للخلافة في عام 855 للهجرة


* ادماج جزئي
من خلال السندات الواردة في الكتاب المدرسي الصفحتان
28-29.
+ أكتب مقالة مطولة تشرح فيها أهم صفات السلطان محمد الفاتح

* أهم صفات محمد الفاتح
1- الحزم:
وظهر ذلك عندما غلب ظنه أن هناك تقصيرًا أو تكاسلاً من جانب قائد الأسطول العثماني بالطه أوغلي عند حصاره للقسطنطينية، فأرسل إليه وقال: (إما تستولي على هذه السفن، وإما أن تغرقها، وإذا لم توفق في ذلك فلا ترجع إلينا حيًا). ولما لم يحقق بالطه أوغلي مهمته عزله، وجعل مكانه حمزة باشا.
2- الشجاعة:
وكان رحمه الله يخوض المعارك بنفسه ويقاتل الأعداء بسيفه، وفي إحدى المعارك في بلاد البلقان تعرض الجيش العثماني لكمين من قبل زعيم البوغدان استفان حيث تخفى مع جيشه خلف الأشجار الكثيفة المتلاصقة، وبينما المسلمون بجانب تلك الأشجار انهمرت عليهم نيران المدافع الشديدة من بين الأشجار وانبطح الجنود على وجوههم، وكاد الاضطراب يسود صفوف الجيش لولا أن سارع السلطان الفاتح وتباعد عن مرمى المدافع وعنّف رئيس الانكشارية محمد الطرابزوني على تخاذل جنده، ثم صاح فيهم: (أيها الغزاة المجاهدون كونوا جند الله ولتكن فيكم الحمية الاسلامية) وأمسك بالترس واستل سيفه ركض بحصانه واندفع به الى الأمام لا يلوي على شيء وألهب بذلك نار الحماس في جنده، فانطلقوا وراءه واقتحموا الغابة على من فيها ونشب بين الأشجار قتال عنيف بالسيوف استمر من الضحى إلى الأصيل.
ومزق العثمانيون الجنود البوغدانية شر ممزق ووقع استفان من فوق ظهر جواده ولم ينج إلا بصعوبة وولى هاربًا، وانتصر العثمانيون وغنموا غنائم وفيرة.
3- الذكاء:
ويظهر ذلك في فكرته البارعة وهي نقل السفن من مرساها في بشكطاش إلى القرن الذهبي، وذلك بجرها على الطريق البري الواقع بين الميناءين مبتعدًا عن حي غلطة خوفًا على سفنه من الجنوبيين، وقد كانت المسافة بين الميناءين نحو ثلاثة أميال، ولم تكن أرضًا مبسوطة سهلة ولكنها كانت وهادًا وتلالاً غير ممهدة وشرع في تنفيذ الخطة؛ ومهدت الأرض وسويت في ساعات قليلة، وأتى بألواح من الخشب دهنت بالزيت والشحم، ثم وضعت على الطريق الممهد بطريقة يسهل بها انزلاج السفن وجرها، لقد كان هذا العمل عظيمًا بالنسبة للعصر الذي حدث فيه بل تجلى فيه سرعة التفكير وسرعة التنفيذ، مما يدل على ذكاء محمد الفاتح الوقّاد.
4- العزيمة والإصرار:
فعندما أرسل السلطان محمد الفاتح الى الإمبراطور قسطنطين يطلب منه تسليم القسطنطينية حتى يحقن دماء الناس في المدينة، ولا يتعرضوا لأي أذى، ويكونوا بالخيار في البقاء في المدينة أو الرحيل عنها، فعندما رفض قسطنطين تسليم المدينة قال السلطان محمد:" حسنًا عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر".
وعندما استطاع البيزنطيون أن يحرقوا القلعة الخشبية الضخمة المتحركة كان رده (غدًا نصنع أربعًا أخرى). وهذه المواقف تدل على عزيمته وإصراره في الوصول إلى هدفه.
5- عدله:
حيث عامل أهل الكتاب وفق الشريعة الاسلامية وأعطاهم حقوقهم الدينية ولم يتعرض أحد من النصارى للظلم أو التعدي بل أكرم زعمائهم وأحسن الى رؤسائهم وكان شعاره العدل أساس الملك.
6- عدم الاغترار بقوة النفس وكثرة الجند وسعة السلطان:
نجد السلطان محمد عند دخول القسطنطينية يقول:" حمدًا لله، ليرحم الله الشهداء ويمنح المجاهدين الشرف والمجد، ولشعبي الفخر والشكر".
فهو أسند الفضل الى الله ولذلك لهج لسانه بالحمد والثناء والشكر لمولاه الذي نصره وأيده وهذا يدل على عمق إيمان محمد الفاتح بالله سبحانه وتعالى.
7- الإخلاص:
إن كثير من المواقف التي سجلت في تاريخ الفاتح تدلنا على عمق إخلاصه لدينه وعقيدته في أشعاره ومناجاته لربه سبحانه وتعالى حيث يقول:
نيّتي: امتثالي لأمر الله (وجاهدوا في سبيل الله).
وحماسي: بذل الجهد لخدمة ديني، دين الله.
عزمي: أن أقهر أهل الكفر جميعاً بجنودي: جند الله.
وتفكيري: منصب على الفتح، على النصر على الفوز، بلطف الله.
جهادي: بالنفس وبالمال، فماذا في الدنيا بعد الامتثال لأمر الله.
وأشواقي: الغزو الغزو مئات الآلاف من المرات لوجه الله.
رجائي: في نصر الله. وسموا الدولة على أعداء الله.
8- علمه:
اهتم والده به منذ الطفولة ولذلك خضع السلطان محمد الفاتح لنظام تربوي أشرف عليه مجموعة من علماء عصره المعروفين، فتعلم القرآن الكريم والحديث والفقه والعلوم العصرية - آنذاك - من رياضيات وفلك وتاريخ ودراسات عسكرية نظرية وتطبيقية، وكان من كرم الله للسلطان محمد الفاتح أن أشرف على تعليمه مجموعة من أساطين العلماء في عصره وفي مقدمتهم الشيخ آق شمس الدين والملا الكوراني (عالم الدين عند العثمانيين الأوائل يكون موسوعيًا في شتى العلوم المعروفة في عصره).
ولقد تأثر محمد الفاتح بتربية شيوخه وظهرت تلك التربية في اتجاهاته الثقافية والسياسية والعسكرية.
ولقد تبحر السلطان محمد في اللغات الإسلامية الثلاثة التي لم يكن يستغني عنها مثقف في ذلك العصر وهي: العربية والفارسية والتركية، ولقد كان السلطان محمد الفاتح شاعرًا وترك ديوانًا باللغة التركية.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -