أخر الاخبار

لماذا 16 أفريل يوم العلم في الجزائر…؟

لم يكن اعتماد 16 أفريل كيوم للعلم في الجزائر، مصادفة، وإنما كان تقديرا لمجهود وترسيخا لانتصار واجلالا لعقيدة ومضيا في نهج سليم رسمه الامام المعلم المصلح العلامة، الشيخ عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحّول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن بركات بن عبد الرحمن بن باديس الصنهاجي ،المعروف “عبد الحميد بن باديس،أشهر زعماء الحركة الإصلاحية في الجزائر ومؤسس جمعية العلماء رحمه الله.



عرفت أسرته منذ القدم بإنجابها للعلماء والأمراء والسلاطين،وكشهادة على ذلك ما يقول مؤلفا كتاب أعيان المغاربة المستشرقان- Marthe et Edmond Gouvion – والمنشور بمطبعة فوناتانا في الجزائرالعام 1920م، بأن ابن باديس ينتمي إلى بيت عريق في العلم والسؤدد ينتهي نسبه في سلسلة مرفوعة إلى بني باديس الذين وجدهم الأول مناد بن مكنس الذي ظهرت علامات شرفه وسيطرته في وسط قبيلته في حدود القرن الرابع الهجري، وأصل هذه حسب المستشرقين من “ملكانة أو تلكانة” وهي فرع من أمجاد القبيلة الصنهاجية البربرية المشهورة في المغرب العربي،

ولد بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، يوم الأربعاء 11 ربيع الثاني 1307 هـ الموافق لـ 4 ديسمبر 1889م على الساعة الرابعة بعد الظهر،وسجل يوم الخميس 12 ربيع الثاني 1307هـ الموافق لـ 5 ديسمبر 1889م في سجلات الحالة المدنية.

غادرنا والى الأبد في 8 ربيع الأول،1359،هـ،الموافق:16افريل1940م،وترك بصماته العميقة الأثر،غادرنا والجزائر في حاجة إلى من يضئ ساحتها بفتح ذهن الجزائري للتغلب على معاناته صراعه مع العدو الفرنسي، ودعوات التنصير،وعن معاناته من الجهل والاستسلام للبدع والخزعبلات.

صورة الشيخ عبد الحميد بن باديس،صورة من الصعب محوها من ذاكرة أبناء الجزائر،وأصعب منه أن تحصر مميزاته الشخصية،وقدراته العقلية والنضالية ،ومواقفه الفعالة تجاه أوضاع الأمة ومجريات أحداث تاريخها،وهو المعلم المثالي والمناضل المستميت في الدفاع عن عزة شعبه وترسيخ مبادئ دينه،مثقف وداعية لا تغرب إنارة فكره،ومصلح تبثث فعالية منهجه، وترسخت مصداقية دعوته إلى الوحدة والتوحيد – التي نلخصها في بيت قصيدته الشهيرة:

شعب الجزائر مسلم *** وإلى العروبة ينتسب.

لقد قضى الله أمره واختار الشيخ لجواره قبل أن يطرد الاستعمار الفرنسي ويكتمل مسار استقلال الجزائر،اليوم ونحن نحتفل بيوم العلم 16أفريل إحياء للذكرى السبعين لوفاته،لا نزعم أننا ملمين بجميع خصاله،ومخطئ هو من يدعي ذلك أويقول بحصر مميزاته شخصية الإمام،ولطم الضرورة الملحة تدعونا لتاذكره، تدعونا لنتذكر مواقفه، تدعوناأكثر للتمسك بمبادئه والاقتداء بأخلاقه،وأخلاق المصلحين أمثاله فيوطن العربي، لنحرر أمتنا من ويلات الأستعمار الفكري الجديد ونكون منطلقات صحيحة نحو مستقبل أقضلن خال من التبعية الفكرية والرعونة الغربية.
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -