خصائص وخطوات تصميم البحوث الكيفية:[1]
يختلف الباحثون في
توضيح وتبيان خصائص تصميم البحث الكيفي، ولا يركزون على نفس الخطوات عند تعرضهم
لها ولكن يلخص "جينسك" خصائص تصميم البحث الكيفي في الآتي:
- التصميم الكيفي يتميز
بأنه يأخذ صفة الكلية، فهو ينظر إلى الصورة الأكبر؛ أي الصورة بكاملها، ويبدأ
بالبحث عن فهم الكل.
- ينظر تصميم البحوث
الكيفية إلى العلاقات داخل النظام الاجتماعي، أو داخل
ثقافة المجتمع.
- يركز التصميم الكيفي
على الأمور الشخصية والأمور المباشرة في المجتمع.
- يركز التصميم الكيفي
على فهم الوضع الاجتماعي، ولا يطالب بالضرورة بالتنبؤ
عن الوضع.
- يتطلب التصميم الكيفي
قضاء وقت في تحليل البيانات مساو لوقت جمع البيانات.
- يتطلب التصميم الكيفي
أن يكون الباحث هو أداة البحث، وهذا يعني أن تكون لديه القدرة على ملاحظة السلوك
بشكل فعال، بالإضافة إلى تقوية مهارات البحث الضرورية والمتعلقة بالملاحظة
والمقابلات الشخصية.
- يتطلب التصميم الكيفي
تحليلا مستمرا للبيانات أثناء فترة الدراسة.
ولتصميم البحث الكيفي
لابد من اتباع مجموعة من الخطوات، والاعتماد على مخطط أو خطة تمكن الباحث من
الوصول إلى الأهداف المرجوة؛ يصف من خلالها الإجراءات المنهجية المتبعة ومراحل جمع
المعلومات وتحليلها وصولا إلى عرض النتائج.
فمخطط البحث عموما يعكس
منطقا تحليليا أو استقرائيا، يتم من خلاله الوصول إلى استنتاجات، وذلك من خلال جمع
بيانات ومعلومات كافية ووافية.
والمخطط أو الخطة في
البحث الكيفي يمكن أن تستكمل وتعدل وفق المواقف، وعلى هذا الأساس فهي خطة مرنة
تسمح بإدخال تعديلات. ففي البحوث الكمية تكون الخطة جاهزة ومتكاملة ومعدة مسبقا،
بينما تخضع خطة البحث الكيفي إلى مراجعات وتعديلات حيثما تطلب الموقف ذلك.
ويرى العديد من
الباحثين أن خطوات البحث الكيفي لا تختلف عموما عن خطوات وإجراءات إنجاز البحوث،
عموما، ويلخصها البعض في المراحل الآتية:
أ - مرحلة تصميم البحث:
وتشتمل على الخطوات الآتية:
-اختیار مشكلة
البحث في ضوء المجال الموضوعي
- مراجعة أدبيات
الموضوع والدراسة الاستطلاعية (إن وجدت)؛
- تحديد وبلورة المشكلة
وعناصرها / أسئلة البحث؛
- تصميم متفاعل وتحديد
صيغة الاستعلام / أو تصميم غير متفاعل.
ب- مرحلة وضع خطة البحث:
وتشتمل على خطوات هي:
-المعاينة وتحديد
العينة المقصودة ضمن البحث التفاعلي، وتحديد طبيعة الوثائق والمصادر الأخرى ضمن
البحث غير التفاعلي التحليلي.
- تحديد أداة أو أدوات
جمع البيانات التفاعلية كالملاحظة الميدانية، المقابلة المتفاعلة أو
المفتوحة أو الأدوات
التكميلية الأخرى.
- إعداد خطة البحث
لمناقشتها وإقرارها.
ج - مرحلة جمع البيانات
(تقرير البحث): وتشتمل على توجهات مختلفة، متعددة
ومتداخلة أحيانا وهي:
- جمع البيانات عن طريق المقابلات
المتفاعلة والمتعمقة وحلقات النقاش.
- جمع البيانات عن طريق أسلوب الملاحظة
الميدانية الكيفية.
- جمع البيانات عن طريق الوثائق والسجلات
والشواهد.
- جمع البيانات بأكثر من طريقة واحدة.
د - مرحلة تحليل
البيانات تحليلا نهائيا وكتابة تقرير البحث:
وتشتمل على:
- ترميز وتصنيف البيانات والتحليل النهائي
لها.
- التفسير والنتائج والاستنتاجات.
- كتابة تقرير البحث (الشكل النهائي
للبحث).
ولكن لابد من الإشارة بأن هذه الخطوات تتميز جميعها بالمرونة لا بالصرامة والتحديد الدقيق كمثيلاتها في البحوث الكمية، ويبقى بإمكان الباحث التعديل والتدقيق في كل خطوة من الخطوات حتى الانتهاء من البحث.
إن أهمية
البحوث الكيفية في العلوم الإنسانية تضاهي تلك الخاصة بالبحوث الكمية، وتفرضها
طبيعة المشكلة والظاهرة محل الدراسة. ورغم مرونة خطواتها وإجراءاتها المنهجية، إلا
أنها تخضع إلى طريقة علمية محددة ومعروفة وعلى الرغم من اختلافها في الطبيعة
والاجراءات عن تلك الخاصة بنظيرتها الكمية، إلا أنها تسمح للباحث بالتعديل
والتقييم في كل مرحلة وخطوة، للوصول نتائج دقيقة.
إن صعوبة
تعميم نتائج البحوث الكيفية لا يقلل من أهميتها ولا من جودتها، كما أن اتهامها
بعدم الموضوعية، إنما هو في الأصل تعميق لفهم الظاهرة بجميع حيثياتها، كون التحليل
يتم في المكان الطبيعي للظاهرة ومع الأفراد الحقيقيين والمعنيين مباشرة بالمشكلة
البحثية، كما أن قدرة الباحث على التحليل والاستقراء تحول دون وقوعه في السطحية
وذاتية النتائج والمعلومات.
هذا ويعد
تنوع المناهج والأدوات الكيفية أحد نقاط القوة بالنسبة لهذه البحوث، لأنها تساعد
الباحث على جمع المعلومات والبيانات التي تساعده على تحليل الظاهرة أو المشكلة
البحثية تحليلا دقيقا.
[1] زينب خلالفة (2020): البحوث الكيفية في
العلوم الإنسانية الاستخدام – التصميم و المناهج - ، مجلة العلوم الإنسانية و
الاجتماعية ، المجلد 13، العدد 2 ، ص 102
ص 115.
تعليقات
إرسال تعليق
أترك بصمتك بتعليق على مدونة التربية و التعليم