القائمة الرئيسية

الصفحات

محاضرات مقياس المقاربات الكمية والكيفية 

ماستر1 اتصال وعلاقات عامة

قسم علوم الاعلام والاتصال

جامعة سطيف2

إعداد: 

أ.د وليدة حدادي



1-التوجهين الكمي والكيفي في بحوث الاعلام:

   تتميز الدراسات العلمية في حقل العلوم الإنسانية والاجتماعية عموما وعلوم الإعلام والاتصال على وجه الخصوص بالاستعانة بثنائية الكمي والكيفي في دراسة الظواهر المختلفة، وهما توجهان يختلفان تماما في منطلقاتهما النظرية ومنهجيتهما البحثية في تحليل الظواهر الإعلامية والاتصالية، فالمقاربة الكمية  "Approche quantitative " تنبع من الفلسفة الإمبريقية الوضعية، التي ترى أن الظواهر العلمية قابلة للقياس، والمقاربة الكيفية " Approche qualitative " تنبع من الفلسفة الاستبطانية التأملية أو البراديغم الرمزي التأويلي، التي ترى أن الظواهر العلمية غير قابلة للتكميم، لذا فهي تستدعي الفهم في السياق الذي تتواجد فيه، وهذا ما أدى إلى ظهور جدل كبير بين الباحثين في مسألة المفاضلة بين التوجهين في تحقيق الموضوعية العلمية، خاصة مع البدايات الأولى لظهور البحوث الكيفية، حيث نشأ جل الباحثين في ظل المقاربة الكمية.

2- مفهوم البحوث الكمية:

        البحث الكمي هو نوع من البحوث يعنى بجمع البيانات من خلال استعمال أدوات قياس إحصائية يتوافر فيها الصدق والثبات، ويجري تطبيقها على عينة من الأفراد تمثل المجتمع الأصلي، ومن ثم معالجة البيانات بأساليب إحصائية تقود في النهاية إلى نتائج يمكن تعميمها على المجتمع الأصلي، وهو مجموع الدرجات المتحصل عليها من خلال الإجابة على فقرات مقياس هذا المفهوم.

3- تطور الاهتمام بالبحوث الكمية في الدراسات الإعلامية:

المرحلة الاولى

سادت ميدان البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية خلال القرن العشرين مناهج بحثية تعتمد البيانات الكمية الميدانية والتحليل الإحصائي لهذه البيانات

المرحلة الثانية

الاهتمام بالبحث الكمي، حيث ارتفعت مكانته خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، ففي سنة 1957 نشر "ولبور شرام" مقالة عن مناهج البحث لدراسات منشورة في دورية "Journalism Quarterly" في الفترة بين منتصف الثلاثينيات ومنتصف الخمسينيات، وقد وجد أن 10% فقط من هذه المقالات منشورة في الفترة من 1937-1942، وقد اعتمدت أساسا على البيانات الكمية، وفي الفترة من 1952-1956 جاء نصف المقالات المنشورة ضمن البحوث الكمية.

المرحلة الثالثة:

التحول إلى الاتجاه الكيفي مع نمو الاتجاهات النظرية في السبعينيات من القرن الماضي، وتبع ذلك ظهور دوريات جديدة في هذا المجال، اهتمت بعلم الاجتماع التفسيري، مثل مجلة الحياة الحضرية "Urban Life" والتفاعلية الرمزية وعلم الاجتماع الكيفي "Qalitative Sociology

المرحلة الرابعة:

في فترة الثمانينات ظهرت اعتراضات على استخدام المنهج الكمي، حيث وردت في كتب عديدة من مناهج البحث.

المرحلة الخامسة:

وخلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين تحول عدد من الباحثين الضالعين في مجال المنهجية الكمية في الولايات المتحدة وأوروبا، بعد ما قضوا سنوات طويلة في تدريس وممارسة البحث الكمي، إلى المناهج النوعية بصورة ملحوظة،

4- عوامل تطور الاهتمام بالبحوث الكمية في الدراسات الإعلامية:

ظلت ولمدة طويلة البحوث الكمية مسيطرة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية عموما مقارنة بالبحوث الكيفية، فاستنادها إلى المناهج المستخدمة في العلوم الطبيعية، جعل الباحثون يعتقدون بعلميتها وبدقتها وضرورتها في إجراء أي بحث علمي للاعتداد به، والجزم بمصداقية نتائجه، ويدعون إلى ضرورة استعمال التكميم في دراسة الظواهر الإنسانية والاجتماعية بصفة عامة، والإعلامية بصفة خاصة.

       ويرجع بعض الباحثين أسباب تطور الاهتمام باستخدام البحوث الكمية في الدراسات الإعلامية إلى:

أهداف التعرف على أهم وسائل الإعلام من حيث حجم جمهورها ودراسة أسباب إقبال الجمهور أو إحجامه عن وسيلة إعلامية.

كما أن البحوث الكمية تتميز بالاقتراب من الدقة التي تمتاز بها الرياضيات.

تساعد البحوث الكمية أيضا على تقديم المعلومات وعرض النتائج بشكل مبسط وواضح.


5- أهمية البحوث الكمية:

        لقد ذهب رواد الوضعية في علم الاجتماع إلى إمكانية تطبيق المنهج العلمي المعمول به في الظاهرة الطبيعية – المنهج التجريبي- على الظواهر الاجتماعية منوهين بذلك بالدقة التي وصلت إليها علوم الطبيعة، وعليه فإنه ولمدة طويلة ساد الاعتقاد أن نتائج البحوث الاجتماعية تكون أكثر مصداقية ودقة إذا سارت على النحو الذي سطرته لها علوم الطبيعة من قبلها، فما يضمن الدقة في الوصول إلى تفسير علمي للظاهرة الاجتماعية المدروسة والتنبؤ في حقها هو إمكانية الاعتماد على صيغ رياضية من أجل فهم الواقع الاجتماعي وذلك بترجمة المسائل العلمية إلى لغة رمزية منطقية رياضية ومعالجتها من خلال هذه الوسيلة، ثم نصل إلى القدرة على التوقع أو التنبؤ العلمي كغاية تبحث عنها العلوم الاجتماعية كما سبقهم في ذلك علماء الطبيعة من قبلهم.

وتبرز أهمية المقاربة الكمية في مجموعة من نقاط القوة، التي تجعل الباحث يتجه نحو التكميم فقط رغبة في التبسيط، زيادة الصرامة العلمية وسد ثغرات النقد، وهي:

القابلية للقياس كمعيار للعلمية

الطبيعة الرمزية للأرقام

الأرقام كحماية للباحث وتحقيق الموضوعية

الأرقام كلغة مشتركة

الأدوات المستخدمة في جمع البيانات تتميز بالصدق والثبات.

6- خصائص استخدام الأساليب الكمية في البحث الإعلامي:

أولويات أغراضها تتمثل في الوصف والتفسير والتعميم.

تلتزم بخطوط أو قواعد مسبقة

تعتمد على أدوات مقننة

الاعتماد على عينات كبيرة الحجم وبطريقة عشوائية

عرض وتحليل كمي للبيانات.

عدم التعمق في الدراسة

اجرائية المفاهيم

الموضوعية

7- حالات استخدام المدخل الكمي في البحث الإعلامي:

توافر المعلومات عن الظاهرة المدروسة.

طبيعة تساؤلات الدراسة (قابلة للقياس الكمي)

نضج المفاهيم الاساسية في الدراسة موضوع البحث.

مدى وجود معوقات مرتبطة بموضوع البحث او مجتمع الدراسة

8- مناهج البحوث الكمية:

1- المنهج التجريبي:

هو طريقة لدراسة موضوع بحث بإخضاعه للتجربة وجعله دراسة قائمة على السببية، حيث يمكن من خلال هذا المنهج دراسة أثر المتغير المستقل في المتغير الذي يتلقى تأثيره، والمسمى بالمتغير التابع، وذلك تحت ظروف الضبط المحكم، حيث يتم الحفاظ على هذه العوامل ثابتة وعزل المتغيرات الخارجية التي يمكن أن تتدخل في التجربة.

        ولذلك فاستخدام المنهج التجريبي يقوم على:

وجود السببية: تساعد التجارب على تأسيس السبب والنتيجة.

السيطرة (التحكم): فالباحثون يسيطرون على البيئة وعلى المتغيرات وعلى الأفراد.

التجريب: وتعني تصميم التجربة أو مجموعة التجارب وفقا لمتطلبات الدراسة، وذلك لاختبار ومعالجة المتغيرات قيد البحث، بهدف التعرف على العلاقة السببية بين المتغير المستقل والمتغير التابع.

ويجب الاخذ بعين الاعتبار:

المزاوجة أو المضاهاة بين المجموعات.

التوزيع العشوائي لمفردات البحث.

        ولكي يثبت الباحث فروضه عن طريق التجريب يحتاج إلى تصميمات منهجية، أهمها: 

تصميم المجموعة الضابطة مع اختبار قبلي – بعدي

تصميم المجموعة الضابطة مع اختبار بعدي فقط

اختبار سلومون ذو المجموعات الأربع: ويجمع هذا التصميم بين التصميمين السابقين

تعليقات