القائمة الرئيسية

الصفحات

تحليل نص أرنست كاسيرر في اللغة والفكر

تحليل نص أرنست كاسيرر في اللغة والفكر

~~السنة الثالثة ثانوي
~~~~ الفلسفة

مرحبا بجميع طلبة السنة الثالثة ثانوي في مدونة التربية و التعليم نقدم لكم في هذا الموضوع كل ما يخص مادة الفلسفة




تحليل نص أرنست كاسيرر في اللغة والفكر


نص أرنســــــــت كاسيرر ...... ليست حقيقة الكلام الإنسان هي التي تتطلب تفسيرا، وإنما مبني ذلك الكلام ... و تحلیل مبنى الكلام الإنساني يكشف عن فرق أساسي بين اللغتين الموضوعية و العاطفية، وكلتاهما ليستا على مستوى واحد. وحتى ولو أمكنا أن نربط بین اللغة الموضوعية واللغة العاطفية من حيث النشأة، فإن انتقالنا م ن واحدة إلى أخرى يبقى دائما من الوجهة المنطقية انتقالا من جنس إلى آخر، وحتى اليوم - بما احسب- لم تنجح أية نظرية بيولوجية في أن تفسر هذا الفرق المنطقى، المتصل بالمبنى اللغوي نفسه ..
إن ما يسمى اللغة الحيوانية فإنه ذاتي دائما يعبر عن مختلف أحوال المشاعر، ولكنه الا بعين الأشياء ولا يصفها... ليست لدينا أية شواهد سيكولوجية تقول: أنا حيوانا قد استطاع أن يتعدى الحد الفاصل بين اللغة الموضوعية واللغة العاطفية... | ولا يوجد من الناحية الأخرى شواهد تاريخية على أن الإنسان حتى في أدلى مراحل حضارته اكتفى باللغة العاطفية، أو بلغة الإشارات والإيماءات .

كتابة مقالة فلسفية حول نص "أرنست كاسيرر"
طرح المشكلة : إن علم النفس اللغوي يربط بين اللغة و الإنسان فيعتبرها سلو کا قابلا للدراسة التجريبية، لأن إنتاج الرسالة اللغوية خاصة الكلام تسبقه عملیات عقلية كثيرة منها الإدراك و التخيل والتأؤيل و التفسير والتركيب، الأمر الذي جعلها خاصة بالإنسان للتعبير والتواصل بواسطة علامات مميزة، ولهذا ترتبط اللغة بالكلام وباللسان، لأنها اصوات يعبر بها کل قوم عن أغراضهم... لكن بعض الحيوانات وما تمتلكه من انظمة الاتصال والتواصل بواسطة الإشارات والحركات والأصوات جعلت بعض الدارسين يعتقدون أن للحيوان لغة و بالتالي الخلط بين لغة الإنسان ولغة الحيوان، ووقوفا عند هذه القضية جاء نص "ارنست كاسيرر " ليعالج مسألة البناء اللغوي وطبيعة أشكال التعبير والفرق بين لغة الإنسان ولغة الحيوان، وهنا نتساءل: هل مستوى التعبير الإنسان والحيوان واحد؟ و هل اللغة خاصية إنسانية أم أن الحيوان بشار که فيها؟
محاولة حل المشكلة : پری صاحب النص أن فهم حقيقة اللغة الإنسانية واختلافها عن نظم التواصل و التعبير الحيواني يتطلب معرفة صميم البناء في العلامة اللغوية وما تحمله من أشكال التعبير، وذلك يظهر أن التواصل الحيوان ليس دليلا على أنها تتكلم، لأنها لا تزيد عن التعابير العاطفية البيولوجية، أما اللغة الإنسانية والكلام الإنساني فهو بناء منطقي وقدرة على التعبير عن الأفكار ونقلها إلى الغير، وهذا ما يعني أن الكلام الإنسان ليس فعلا آليا عضويا، بقدر ما هو تعبير عن حضور العقل ونشاط الوعي. و القصد إلى الفعل وما يهدف إليه، يقول "كاسيرر":"... وتحليل مبنى الكلام الإنسان يكشف عن فرق أساسي بين اللغتين الموضوعية والعاطفية، وكلتاهما ليستا على مستوى واحد" ويؤكد صاحب النص أن الالتقاء بين اللغة الإنسانية والحيوانية من حيث النشأة في اللغة الطبيعية المعبرة عن انفعالاتنا وعواطفنا و احساساتنا، وجميع الحاجات الضرورية للبقاء و التكيف، لكن الإنسان
يتجاوز هذه المرحلة اللغوية لينتقل إلى اللغة الاصطلاحية الموضوعية التي يحكمها الوعي، ويميزها التعقل المعبر عن ماهية الإنسان، وهذه اللغة الموضوعية هي التي ترتقي بالإنسان من مستوى التعبير الانفعالي الغريري، إلى مستوى الأنساق الرمزية، والعلاقات المنطقية، الدالة عن البعد العقلاني للإنسان ومضامينه المختلفة لهذا
يقول "غسدروف": "أن اللغة هي كلمة السر التي تدخل الطفل العالم الانساني " ، يقول صاحب النص: "... حتى ولو أمكننا أن نربط بين اللغة الموضوعية واللغة
العاطفية من حيث النشأة، فان انتقالنا من جنس إلى آخر " ويدعم صاحب النص
برهنته بالتأكيد على أن وظائف اللغة الحيوانية لا تتعدى لتعبير الانفعالي وما يحمله
من دلائل، أهمها التكيف الحياني و حفظ البقاء، كما تفتقد إلى وعي علاقة الدلالة والقدرة
على التأويل، العجز عن نقل الطابع الذاتي إلى تجارب يفهمها الآخرون، لهذا يستشهد صاحب
النص بالدراسات السيكولوجية التي تثبت أنه لا يوجد أي حيوان مهما كانت قدراته في أنظمة
التواصل أنه ارتفي من اللغة الانفعالية العاطفية إلى اللغة الرمزية الموضوعية، ولو
في حدود اولية دنيا، كما يؤکد في الناحية المقابلة باستقراء الشواهد التاريخية التي
تنفی کل دلائلها على أن الإنسان حتى في أدنى مراحل الحضارة، وبدايات حياته الأولى انه
قد تقوقع حول اللغة الانفعالية العاطفية فقط واكتفي بها وبإشاراتها وأصواتها بل الوقائع الإنسانية تؤکد تطور النموذج اللغوي عند الإنسان و ارتباطه بالرموز والكلمات ومدلولاتها
المختلفة.
يقول "دیکارت": "إن من الملاحظ أنه ليس في الناس ولا أستثني البلهاء منهم من هم من الغباوة والبلادة بحيث يعجزون عن ترتيب الألفاظ المختلفة بعضها م ع بعض، وعن تاليف كلام منها يعبرون به عن أفكارهم، في حين أنه لا يوجد حيوان يستطيع أن يفعل ذلك مهما یکن کاملا ...
النقد : إن مناقشة حقيقة الاختلاف بين اللغة الإنسانية واللغة الحيوانية تضعنا مباشرة أمام مسألة أشكال التعبير، ولهذا صاحب النص ركز على معالجة مبنى الكلام الإنساني ليوضح الفرق بين طبيعة اللغة الإنسانية ومضمونها العقلاني، وبين أنماط التواصل الحيواني المحصورة في الأبعاد العاطفية، والحالية من أشكال البناء المنطقي و عليه بعد أن صاحب النص قد وفق في نزع صفة اللغة عن الحيوان، وأظهر أن اللغة خاصية إنسانية مرتبطة بالماهية العاقلة.
الخاتمة : و عليه نستنتج أن أي تحليل للبناء اللغوي والعلامة اللسانية يثبت بلا ريب أن اللغة الحقة مرتبطة بالكيان الإنساني وأن الحيوان مهما تعددت أنماط تواصله فإنها لن تتجاوز حدود المطالب البيولوجية والانفعالية..


طالع كل ما يخص مادة الفلسفة : 

~~~{الفلسفة للسنة الثالثة ثانوي
طالع أيضا:

تعليقات