أخر الاخبار

نحن نفكر بلغتنا، ونتكلم بفكرنا - مقالة جدلية

مقالة جدلية في اللغة والفكر " نحن نفكر بلغتنا، ونتكلم بفكرنا "


~~السنة الثالثة ثانوي
~~~~ الفلسفة

مرحبا بجميع طلبة السنة الثالثة ثانوي في مدونة التربية و التعليم نقدم لكم في هذا الموضوع كل ما يخص مادة الفلسفة




مقالة جدلية في اللغة والفكر / نحن نفكر بلغتنا، ونتكلم بفكرنا

مقالة الألفاظ قبور المعاني /مقالة الألفاظ حصون المعاني
اللغة ليست ثوب الفكر /اللغة ثوب الفكر

الطريقة : الجدلية
طرح المشكلة : لقد أرجع كوندياك" فن التفكير، إلى فن إتقان الكلام، والكلام عبارة عن ميزة وقدرة إنسانية، تمكن من استخدام الرموز والإشارات للتعبير عن الأغراض و الأفكار والتواصل مع الغير، فالكلمة وسيط بين أفكارنا وتحاربنا، فهي ترتبها وتنقلها من طابعها الذاتي، إلى دلالات يدركها الآخرون. لهذا اعتبر "جون لوك" أن كلمات اللغة هي إشارات اصطلح عليها، ولكنها لا تنوب عن الأشياء بصورة مباشرة، بل تنوب عن الأفكار القائمة مقام الأشياء، مما يجعل من اللغة الأداة التي تحدد علاقتنا مع عالم الأشياء، وكذا التواصل مع غيرنا. لكن هناك من يهاجم ظاهرة اللغة بألفاظها و کلماما ورموزها التعبيرية ويصفها بأنها عاجزة ومحدودة وأنها لا تنسه النشاط الفكر ، ومعانيه، وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل: هل فعل التعبير (اللغة) لا يتناسب مع فعل التفكير؟ وهل فعلا اللغة عاجزة وقاصرة على الإحاطة معان التفكير ودلالاته؟
عرض الأطروحة الموقف الأول : يعتقد أصحاب الاتحاد الثنائي أن الألفاظ قبور المعاني لأن تطور المعاني أسرع م ن اور الألفاظ، وهذا ما يجعل من اللغة عاجزة و قاصرة عن اللحاق بالفكر ومن هنا اعتبر برغسون اللغة محجرة للفكر وعاجزة عن مسايرة ديمومته، فالإنسان يفکر بعقله أولا ثم يعبر بلسانه لهذا كثيرا ما تتزاحم الأفكار والمعاني في الدهن ويعجز الإنسان في التعبير عنها. والدليل أيضا على محدودية اللغة أن المعان بسيطة ومتغيرة وحيوية وواسعة في حين ألفاظ و اصطلاحات اللغة ثابتة جامدة، ومعدودة أو قوالب
قاتلة لحيوية المعاني، مما يؤ کد عن الفكر وخصوصيته، هذا يقول "أبو سعيد السيرافي النحوي": "فقد بدا النا أن مرکب اللفظ لا بوز مبسوط العقل، والمعاني معقولة ولها اتصال ش دید وبساطة تامة، تامة، وليس في قوة اللفظ من اية لفة كان أن ملك ذلك الميا ويحيط به..". ويقول "جسر سن": "فاللغة مفرداتها وصيغها الثابتة قد أجبرت الفكر على أن يسلك سبلا مطروقة" كما أنه لو كانت اللغة كافية وغير عاجزة لما احتاج الإنسان إلى ابتكار وسائل أخرى للتعبير عن المعاي والأفكار والموسيقى والمسرح والسينما و الصورة، وها تظهر حقيقة المقولة الصينية: "أن الصورة أفضل من ألف كلمة مما يعني عدم التساوي و التناسب بين القدرة على الفهم (الفكر) والقدرة على التبليغ (اللغة).
النقد : غير أن هذا الاتجاه بالغ في التقليل من شأن اللغة ووصفها بالعجز والجمود لكن هل يمكن أن يوجد فکر خالص عار من اللغة؟ ثم كيف نميز بين الأفكار والمعاني إن لم تدرج في قوالب لغوية تعرف بها و ترسم حدودها؟، كما أن الدراسات في علم النفس كشفت أن تكوين المعاني لدى الأطفال يتم مع اكتساب و تعلم اللغة فالطفل يتعلم الكلام في الوقت الذي يتعلم فيه التفكير، يقول "هيكل": "لا يمكن الأحد أن يدعي امتلاك فكرة ما لم يقم بصياغتها في قالب لغوي فينقلها من الوجود بالامكان إلى الوجود بالفعل " .
نقيض الأطروحة الموقف الثاني: يرى أصحاب الاتحاد الواحدي أن هناك وحدة وترابط بين الفكر واللغة، وأنه يستحيل الفصل بينهما، قالتفكير ضاج بالكلمات، وأي عجز في التعبير هو أيضا عجز في التفكير، لأن الألفاظ حصون المعني، فاللغة ليست ثوب الفكر ومظهره الخارجي فقط كما يدعي البعض، بل هي جسده وصمیم وجوده حسب تعبير الافيل"، وقال أرسطو: "ليس ثمة تفكير بدون رموز لغوية" كما أن اللغة هي جوهر التفكير الصامت و التأمل، ولولاها لتعذر على الإنسان فهم أعماق الحقائق حينما يسلط عليها أضواء فكره، من هنا يؤكد " واطسن" إلى أن التفكير ما هو إلا ضرب من الكلام الصامت، وما حركات الكلام سوى سلوك لغوي نسميه التفكير، لهذا قيل: "نحن نفكر بلغتنا، ونتكلم بفكرنا"، ويقول "ميرلوبونتي: "إن الفكر لا يوجد خارج العالم وبمعزل عن الكلمات"، وأكد "دولا کروا" علاقة الاتصال و التداخل وتبادل الأدوار بين الفكر واللغة بقوله: "إن التفكير يصنع اللغة وهي تصنعه" لكن لو كانت اللغة مساوية للفكر، كيف نفسر أن المعنى الواحد يمكن التعبير عنه بالفاظ متعددة قصد توضيحه والتبليغ عنه كما أن القول بالمناسب بين اللغة و الفکر، هل ذلك يعني أن حركية الفكر ومعانيه , خاضعة للقوالب الجامدة؟ أليس الواقع يؤكد أننا دائما نعمل على تطوير منظمومتنا الاصطلاحية وتجديدها حتى تساير صيرورة الفكر وإبداعاته؟ إضافة إلى أن الكثير من صور الإبداع يعجز الإنسان عن صبها في قوالب لغوية هذا يقول الشاعر الفرنسي "فاليري": "أجمل الأشعار هي تلك التي لم نستطع التعبير عنها
التركيب : في الحقيقة إن العلاقة بين الفكر واللغة أو بين المعاني والألفاظ تظهر على أنها تداخل وظيفي يصعب فيه الاستغناء أو فصل أحدهما عن الآخر. لأن اللغة ضرب من التفكير ولا يمكن قيامها بدونه وإلا فقد خاصيته الإنسانية، والفكر ماهو إلا ترکیب لفظي أو رمزي لا أكثر ولا أقل حسب قول "زكي نجيب محمود". , وقد شبه "ماکس مولر " علاقة الفكر واللغة بالقطعة النقدية ذات الوجهين، أحدهما الفكر و الآخر هو اللغة. ويستحيل قبول هذه القطعة بوجه واحد وبالتالي علاقة التلازم في الحضور وفي الغياب بين الفكر واللغة.
حل المشكلة : في الجسم في علاقة الفكر واللغة أمر صعب، لأنها علاقة ثنائية ترفض الفصل أو از تصاد، وتعبر عن تفاعل وظيفي بين ما هو مادي وما هو معنوي، كل طرف منهما يؤسس للأخر ويخدمه ويحتاج إليه لإثبات وجوده الفعلي.

طالع كل ما يخص مادة الفلسفة : 

~~~{الفلسفة للسنة الثالثة ثانوي
طالع أيضا:

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -