القائمة الرئيسية

الصفحات

 أشكال الخطاب


تتعدد الأشكال التي قد يتخذها الخطاب بتعدد منطلقات التقسيم، وسنحاول من خلال هذا العرض تقديم أهم هذه المنطلقات:

1. أشكال الخطاب من حيث الوظيفة: يقترح الباحث شارودو في هذا السياق أربع أنواع من الخطابات

الخطاب المقالي: وهو الخطاب الذي يقوم على الإخبار والإعلام، وبالتالي يمكن أن ندرج في هذا السياق الخطابات العلمية و الأنواع الخبرية في وسائل الإعلام

الخطاب الحجاجي: وهو نمط مستقل له مميزاته وخصائصه من ناحية الشكل والمضمون، وهاته الخاصية (الحجاجية) حاضرة في أغلب الخطابات نظرا لأهميتها، مثلا في الخطاب السياسي حيث يحاول رجل السياسة الحصول على تأييد أكبر عدد ممكن من المستمعين، ويحاول المحامي من خلال مرافعته التأثير على القاضي، وفي اللافتة الإشهارية يحاول رجل الإشهار استمالة المتعرض إلى منتوج معين

فالخطاب الحجاجي موجه إلى التأثير على آراء وسلوكيات المخاطب وذلك بتوفير مختلف الوسائل والحجج والأسباب وهو ما يسمى بالبنية الحجاجية

الخطاب السردي: وله علاقة وطيدة بالحكاية، والحكاية توحي بواقع ما، وبأحداث قد تكون وقعت وبشخصيات يتماثلون مع أشخاص حقيقيين,

الخطاب البلاغي: وهو الخطاب الذي يقوم على التوظيف المكثف للأساليب الجمالية والبلاغية، وأكثر ما يمثل هذا النوع من الخطابات الأدب والشعر.

2. أشكال الخطاب من حيث الدعامة: وفي هذا الإطار يمكن تقسيم الخطاب إلى نوعين خطاب لغوي وخطاب بصري

الخطاب اللغوي: وتعرف اللغة على أنها نسق من الرموز والإشارات التي يستخدمها الإنسان بهدف التواصل مع البشر، والتعبير عن مشاعره، واكتساب المعرفة,

الخطاب البصري: وهو الخطاب الذي تتوزع فيه العلامات الأيقونية  (العلامات التي تكون فيها العلاقة بين الدال والمدلول علاقة شبهية) والعلامات التشكيلية (العلامات الاصطلاحية مثل الأشكال والرموز والألوان وزوايا التقاط الصورة)  واللغوية في فضاء الصورة لتنتج نسقا دلاليا أكبر 

ويتميز الخطاب البصري مقارنة بالخطاب اللغوي بمجموعة من الخصائص نذكر منها:

_ الخطاب البصري خطاب يدرك بطريقة مباشرة عكس الخطاب اللغوي الذي يدرك بطريقة خطية

_ الخطاب البصري يفلت من القواعد الصرفية والنحوية التي تحكم اللغة، فهو خطاب تغلب عليه الممارسة الفردية في التأليف والتأويل

_الخطاب البصري يمتلك قدرة عالية على الاختصار حيث أن صورة واحدة قد تختصر صفحات وصفحات من الكتابة، وكما يقول المثل صورة بألف كلمة

_ القدرة العالية على التعبير  حيث أن الصورة تختزل تفاصيل عديدة ودقيقة تعجز اللغة في كثير من الأحيان عن نقلها

_ العالمية حيث أن الصورة تتجاوز إشكالية الاختلافات التي تطرحها اللغة فالصورة يمكن تأويلها من الجميع مهما كانت الاختلافات اللغوية

3. أنواع الخطاب من حيث الموضوع: ويمكن تحديد العديد من الأنواع الخطابية نذكر أهمها كالتالي:

الخطاب الإعلامي: خطاب يقوم على تقديم الأخبار والمعلومات والوقائع، كما يهدف في أحيان أخرى إلى استمالة المتلقي ومحاولة اقناعه بفكرة ما أو محاولة توجيه سلوكه باتجاه ما.

الخطاب الإشهاري: يعتبر الخطاب الاشهاري خطابا سوسيواقتصاديا، يعتمد على استثمار المعطيات البصرية واللسانية، وكذا النركيز على المعطيات السوسيولوجية للدفع بالمتلقي إلى القيام بفعل الشراء الذي يعتبر الهدف من الإرسالية الاشهارية سواء باعتماد المدخل العاطفي أو المدخل العقلي أو بالدمج بين الأسلوبين.

الخطاب الفوتوغرافي: هو عبارة عن علامة تمتلك بعض خصوصيات الموضوع الممثل، ويمتلك الخطاب الفوتوغرافي دلالة خاصة بامتزاجه مع الخطاب الإعلامي اللفظي، فهدف الأول هو ايصال الرسالة من مرسل إلى متلقي بأقل قدر من التشويق والتحريف الذي قد يقلل من مصداقيته، ويصفه الباحث ماكلوهان في نظريته (الساخن، البارد) بأنه وصيلة ساخنة نظرا لاستهدافه لحاسة قوية وهي حاسة البصر بصورة مكثفة.

الخطاب السينمائي: وهو خطاب إبداعي فني ولغة خاصة توظف عدة عناصر لانجازها ( الكاميرا، سلم اللقطات، الكؤثرات الخاصة...) والمونتاج الذي يعد عملية هامة في هذا انتاج هذا الخطاب، والذي يتم بموجبه تركيب اللقطات فيما بينها لتكوين جسم ذا معنى، فهو خطاب معقد في انتاجه وتأويله على اعتبار أنه ليس خطاب فنيا فقط وإنما هو خطاب جماهيري يستهدف الملايين من البشر.

تعليقات