أخر الاخبار

الاتصال التنظيمي: المفهوم والنشأة

 الاتصال التنظيمي: المفهوم والنشأة

يعتبر الاتصال من المفاهيم الأكثر تداولا في جل التخصصات المعرفية التي تتناول السلوك الإنساني بالدراسة، وعلى وجه الخصوص داخل التنظيمات وذلك راجع للأهمية القصوى التي تحتلها الوظيفة الاتصالية في المنظمة كأحد محاور ضمان السير الحسن لكل النشاطات التنظيمية والانتاجية والإدارية.

وسنحاول من خلال هذه المحاضرة التعرف على مفهوم الاتصال في المنظمات، وتطور الوظيفة الاتصالية في المؤسسة.

1. تعريف الاتصال التنظيمي:

تتعدد التعريفات المقدمة للاتصال التنظيمي نظرا لاختلاف المداخل النظرية التي تناولت هذا الموضوع، ويعتبر المدخل الإداري أحد أهم هذه المداخل:

يعرف الاتصال التنظيمي من الناحية الإدارية على أنه مجموع العلاقات التنظيمية التي تحصل بين أطراف التنظيم وأقسام الإدارة على الصعيد الداخلي.

وانطلاقا من هذا التعريف أو هذا الطرح يتضح أن الاتصال التنظيمي من المنظور الإداري يركز على الاتصال الداخلي، نظرا لأن علم الإدارة هو ذلك التخصص الذي يهتم بدراسة الأشكال الإدارية والنظريات التي تحكنها وتسيرها.

ويحتل الاتصال التنظيمي في علاقته بالمقترب الإداري أهمية كبيرة جدا من حيث أن عصب الإدارة هو التنسيق بين مختلف الأقسام والمصالح وهو الأمر الذي لا يمكن أن يكون إلا من خلال الاتصال.

يعرف الاتصال التنظيمي من الناحية الاتصالية على أنه نقل رسالة من شخص إلى آخر في المنظمة أو خارجها سواء عن طريق استخدام اللغة أو الإشارات أو المعاني بغية التأثير على السلوك.

ويشغل هذا النشاط حيزا هاما من نشاط المؤسسة والإدارة العليا، حيث تفيد الدراسات بأن الأنشطة ذات الطابع الاتصالي تمثل نسبة 75% من نشاط المؤسسة و 80% من نشاط المدراء.

يركز المدخل الاتصال في تعريف الاتصال التنظيمي على مكونات العملية الاتصالية واتجاهاتها ( مرسل ومستقبل، الأداة، الأثر و الهدف المراد تحقيقه).

يعرف الاتصال التنظيمي من الناحية الاقتصادية على أنه نظام المعلومات التي تجمعها المؤسسة عن بيئتها الداخلية والخارجية (مؤهلات المنافسة داخليا وخارجيا)، من خلال مجموعة من الآليات الاتصالية والبحثية مثل: دراسة السوق بكل مكوناتها (المنافسة، المنتوج، التوزيع...الخ)، بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة الاتصالية الأخرى التي ترفع من الحصة السوقية للمؤسسة (نقصد بالحصة السوقية نسبة المبيعات الخاصة بالمؤسسة في السوق) كالعلاقات العامة ونشاط الاتصال التسويقي.

2. نشأة وتطور مفهوم الاتصال التنظيمي:

يرتبط ظهور الاتصال التنظيمي من الناحية التاريخية بظهور التنظيمات الحديثة، ولكن كممارسة يعود في تاريخه إلى أزمان قديمة.

كان الاتصال يتم في التنظيمات التقليدية بناء على القواعد التي تحكم الأسرة (الورشات التقليدية ذات الطابع العائلي )،وبظهور الثورة الصناعية ظهرت المكننة، هذه الأخيرة ساعدت على زيادة الانتاج وظهور وسائل النقل التي ضاعفت من حجم الإنتاج وأزالت الحدود الجغرافية في عملية التوزيع وظهور المنافسة الشرسة بين المؤسسات الاقتصادية.

إن المتغيرات السابقة أدت إلى ظهور حاجة ملحة لدى المؤسسات الاقتصادية تتمثل في مجموعة من القواعد الاتصالية التي تضمن استقرارها الداخلي ( عدم صلاحية السلطة الأبوية التي كانت تحكم الورشات العائلية)، والتعريف بنفسها على الصعيد الخارجي، وهو الأمر الذي استدعى الاعتماد على الاستراتيجيات الداخلية والخارجية.

التطور التكنلوجي الحاصل أيضا ساهم في تطوير المنظومة الاجتماعية وظهور بعض المفاهيم الحديثة كمفهوم المسؤولية الاجتماعية الذي انتقل إلى المؤسسات وانعكس على جملة من نشاطاتها، وهو الأمر الذي أدى إلى ظهور العلاقات العامة كنشاط إداري واتصالي يهدف إلى تحسين صورة المؤسسة على الصعيد الداخلي والخارجي، وبالتالي احتل الاتصال التنظيمي مكانة محورية داخل التنظيمات باختلاف طبيعة نشاطاتها وحجمها وأدوارها داخل المجتمع.

محاضرات السنة الثالثة ليسانس تخصص اتصال

للأستاذة: أفيدة سهيلة 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -