أخر الاخبار

ما الفرق بين لغة الإنسان ولغة الحيوان ؟ فلسفة 3 ثانوي

ما الفرق بين لغة الإنسان ولغة الحيوان ؟ فلسفة 3 ثانوي

~~السنة الثالثة ثانوي
~~~~ الفلسفة

مرحبا بجميع طلبة السنة الثالثة ثانوي في مدونة التربية و التعليم نقدم لكم في هذا الموضوع كل ما يخص مادة الفلسفة




ما الفرق بين لغة الإنسان ولغة الحيوان ؟ فلسفة 3 ثانوي

الطريقة : مقارنة
طرح المشكلة :
لقد اعتبر الفيلسوف لالاند اللغة هي : " كل جملة من الإشارات يمكن أن تكون وسيلة للإتصال " ومن هنا عد التعبير والتواصل من المهام الأساسية في اللغة لأنه ينقل الانفعالات و العواطف والأفكار ومختلف الأغراض من الداخل إلى الخارج , وهذا باستخدام الأصوات أو الحركات أو الإشارات والرموز ... وغيرها وبالتالي اختلاف أشكال التعبير ومقاصده باختلاف الكائنات الحية واستخداماتها لطرق التواص والتعبير عن أغراضها , خاصة بين الإنسان والحيوان , وهذا ما جعل البعض يعتقد أن الحيوانات لها لغة خاصة تتواصل بها , تشبه لغة الإنسان , وأنساقه التعبيرية . فكيف يمكن رفع هذا اللبس وتوضيح الفرق بين لغة الحيوان ولغة الإنسان ؟

محاولة حل المشكلة : مواطن الإختلاف :
إن الوقوف على نظام التواصل لدى الحيوان وما يحمله من حركات , وإشارات وأصوات ........ومحاولة فهمه وتحليله من طرف العلماء والفلاسفة أدى إلى إستنتاج أن نسق التواصل والتعبير الحيواني ينحصر في التعبير البيولوجي وإرضاء الحاجات الغريزية التي تمثل اللحظة الراهنة كما يعيشها الحيوان وبالتالي فهو نسق فطري وراثي يولد مع الحيوان كقدرة ثابتة وجاهزة ولا يمكن تغييره أبدا .


أما اللغة الإنسانية فهي لغة ذهنية تكتسب بالتعلم و الإحتكاك والمحاكات للبيئة اللغوية , يوجهها القصد والإرادة والتحكم في استعمالاتها , بعيدا عن آلية المنعكس الشرطي , وهذا ما يجعلها لغة مرنة بالغة التنوع تتلاءم مع كل أوضاع المتكلم وتعبر عن خبراته وتجاربه الحاضرة والماضية والمستقبلية , كما أن نظام التواصل الحيواني محدود ومغلق ولا يعرف نموا ولا تطورا و بل يبقى ثابتا كما وجد , فأفراد النوع الواحد لا يتمايزون فيما بينهم فيها , فكل واحد منهم معد ومجهز مسبقا للتعبير عن بعض الحالات الطبيعية المرتبطة بالحياة بلا زيادة هي مجرد انعكاسات آلية لبيئة معينة بحسب النوع يقول ديكارت : " إنك تجد العقعق الببغاء يستطيعان أن ينطفا بعض الألفاظ مثلنا ولكنك لا تجدهما قاردين مثلنا على الكلام , أعني كلاما يشهد بأنهما يعيان ما يقولان " بعكس لغة الإنسان فهي تنيم كلامي مفتوح يمكن الإضافة إليه , والتغير والتعديل والإبداع فيه , وفق معطيات الإكتساب , كما يمكن للإنسان القدرة على ترجمة أفكاره وانفعالاته ونقلها عن ريق والعبارات , أو عن طريق الرموز والإشارات . مع هذا الفعل وما يقصد إليه , وهذا ما يعطي الإنسان القدرة على اصطناع اللغة وابتكار رموزها وإشاراتها لهذا يؤكد ديكارت : أن " الصم والبكم يفتقرون إلى القدرة على استعمال الأصوات من أجل التواصل ونظرا لكونهم أشخاصا عقلاء يمتلكون القدرة على التفكير ابتكروا ناما من الرموز للتعبير عن أفكارهم بينهما يكتفي الحيوان بالردود الإنفعالية في حدود غريزته "
من جهة أخرى نجد أن نمط التواصل الحيواني لا يخرج عن شكل التعبير الإنفعالي المرتبط بضرورات التكيف الحياتي , وحفظ البقاء , ولهذا لا ترتقي إلى مستوى اللغة الإدراية الواعي وما تبدعه من أنساق رمزية واصطلاحات تعبيرية , وهذا لبس بسيي نقص الأعضاء المادية , بل بسبب نقص الأعضاء المادية بل بسبب غياب العقل والذكاء والفكرة وبالتالي فاللغة ليست ظاهرة عضوية بل هي قدؤة معنوية يحملها العقل . وهذا ما يجعل الإنسان وحده يمتلك القدرة على إنشاء وإبداع الإشارات واستعمالها , مما يجعل من اللغة الإنسانية مكسب ثقافي واجتماعي قابل للتغير والتطور , لهذا يقول إميل بنفيست : نمط التواصل الذي يستخدمه النحل فهو بس لغة وإنما شفرة إشارات وعن ذلك تترتب كل الخصائص : ثبات المحتوى , عدم قابلية الرسالة للتغيير , الإحالة إلى سباق واحد , عدم قابلية الملفوظ للتفكيك النقل الأحادي" أما لغة الإنسان فهي على العكس من هذا تماما


مواطن التشابه : إن نظام التواصل عند الحيوان ونسق اللغة الإنسانية برغم الفروق الجوهرية بينهما إلا أنه مع ذلك يلتقيان في مجموعة نقاط :
فاللغة الإنسانية واللغة الحيوانية _ إن صح التعبير _ وظيفتهما الأساسية تكمن في التعبير والتواصل عن الحاجات والأغراض . لهذا يقول الجرجاني : " اللغة هي ما يعبر بها كل قوم عن أغراضهم " , كما يلتقيان في شكل التعبير الإنفعالي ونقل العواطف والأحاسيس والإنفعالات الفطرية , لأنها مرتبطة بالحاجات الضرورية للبقاء برغم اختلاف أشكال التعبير عنها ,إضافة إلى أنهما يظهران في شكل أنساق وأنظمة من الإشارات والأصوات والرموز تحكمها علاقة الدلالة ( مع الإشارة للتميز و الإختلاف الواضح في العلامة اللسانية الإنسانية )

مواطن التداخل : إن التداخل الذي يمكن أن نجده بين اللغة الإنسانية ونمط التواصل الحيواني يكمن في اللغة الفطرية التي تعد المهد الذي يتقاسمه الإنسان والحيوان . مع مرور الوقت وتطور العمر والنضج يبدأ ظهور الإختلاف بين الإنسان والحيوان إلى درجة بلوغ الإنسان حقيقة امتلاك اللغة وبقاء الحيوان مع إشاراته الطبيعية الثابتة , لهذا يقول هالدان : إن الطفل عندما يقول لأمه : إنني جائع أو أريد النوم , فإنه لا يزال حيوانا , لكنه عندما يقول : هذا ما فعلته في هذا الصباح فإنه يبدأ في أن يكون إنسانا " , ولهذا صرح غسدروف : أن اللغة هي كلمة السر التي يدخل بها الطفل إلى العالم الإنساني "

حل المشكلة : وعليه نستنتج أن القول بلغة الحيوان , ما هو إلا استعمال مبالغ فيه لكلمة لغة فهو مجرد استعمال مجازي فقط عن إشارات الحيوان , لا يرقى إلى مستوى اللغة الإنسانية العاقلة والمعبرة عن ماهية الإنسان وكيانه الواعي , حتى وإن امتلأ عالم الحيوان بالإشارات

طالع كل ما يخص مادة الفلسفة : 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -