أخر الاخبار

" إن الإحساس هو مصدر كل معارفنا " أبطل هذه الأطروحة - استقصاء بالرفع

" إن الإحساس هو مصدر كل معارفنا " أبطل هذه الأطروحة - استقصاء بالرفع

~~السنة الثالثة ثانوي
~~~~ الفلسفة

مرحبا بجميع طلبة السنة الثالثة ثانوي في مدونة التربية و التعليم نقدم لكم في هذا الموضوع كل ما يخص مادة الفلسفة




" إن الإحساس هو مصدر كل معارفنا " أبطل هذه الأطروحة - استقصاء بالرفع

طرح المشكلة : إن نتائج دراسات علم النفس الحديث تؤكد أن العقل وحدة متفاعلة القدرات , ولا توجد واحدة منها مستقلة عن الأخرى , فالتفكير والتذكر والتخيل و الإدراك ... كل لا يقبل التجزئة وانطلاقا من هذه الحقيقة العلمية شاع بين الناس أن الإدراك عملية عقلية معقدة وهو أساس المعرفة الفهم وإصدار الأحكام , غير أن هناك من يعتقد الإحساس هو مصدر كل معرفة , وهو المتحكم في كل معارفنا الإدراكية , فلا إدراك بلا إحساس يربط بالعالم الخارجي .
لكن هذه الأطروحة تجعل الإحساس يتحكم في كل العملية الإدراكية و نشاطها العقلي , وهذا ما يدفع للشك في صدقها وهنا نتساءل : كيف يمكن تكذيب هذه الأطروحة ورفع مشروعيتها ؟

محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الأطروحة :
إن منطق هذه الأطروحة يتمركز حول طبيعة الإدراك , والعوامل المتحكمة في معارفنا الإدراكية ونشاطها , حيث يعتقد أصحاب هذه الأطروحة وهم أنصار الإتجاه التجريبي ممثلا : في جون لوك , ج س مل , دفيد هيوم أن مدركاتنا وجميع معارفنا ونشاطاتنا العقلية , ومكتسباتنا مصدرها الإحساس , وكلها صدى للتجربة الحسية ونشاطاتها وقد بنوا هذا المواقف على مجموعة مسلمات : فالعقل عندهم يولد صفحة بيضاء خالية من أي أفكار فطرية أو مبادئ أولية , لأنه لو كان الأمر كذلك لكان حظ الناس من المعارف متساويا , والواقع يثبت عكس ذلك , كما أن من فقد حاسة من الحواس فقد مختلف المدركات المعارف التي تأتيه من قبل تلك الحاسة , مما يعني أن الأحساس هو جسر الإدراك لمعرفة العالم الخارجي وثد أكدوا بحجج وبراهين تبرز أن الإحساس هو مصدر المعرفة والمتحكم في المدركات والموجه لها .

فالإحساس مرتبط بمجموعة نشاطات انفعالية وعقلية لدى الإنسان , وهو تجربة مباشرة مع الأشياء وموضوعات العالم الخارجي , وبالتالي قهو المسؤول عن تقديم كل المعطيات الأولية عنها , كمادة خامة لايمكن التعرف عليها ولإدراكها إلا بها يقول لوك : " إن إدراكنا للموضوعات الحسية يتم بناء على الصفات الحسية الموجودة في حواسنا .."
كما أن بدايات التعلم والإدراك عند الطفل تدل على أنه يبدأ في التحصيل والإكتساب شيئا فشيئا بواسطة خبرته الحسية , وما يتوارد على نفسه من صور المحسوسات فتنطبع في إدراكه وعلى سلوكه . يقول لوك : " لو سألت الإنسان متى بدأت يعرف ؟ لأجابك : متى بدأ يحس "

نقد موقف أنصار الأطروحة : غير أن هذه الأطروحة وأنصارها واجهتهم انتقادات شديدة رافضة لجعل الإحساس مصدر كل مداركنا ومعارفنا لأن الإحساس لا يقدم معرفة مجردة بل يقتصر على تقديم انطباعات احتمالية , لا تعرف حقيقتها إلا بتأويلات يقدمها الإدراك كعمل عقلي , كما أن دور الإحساس لا يزيد عن تنبيه وإثارة نشاطاتنا العقلية بطريقة غير مباشرة لتستقبل المحسوسات وتفسرها , زيادة على أن ما ينقبله عن عالم الظواهر والأشياء هو مجرد شتات معرفي لا يمكن فهمه إلا بواسطة الإدراك الذي ينظمه ويفسره على شكل معارف .
كما اعتراض أصحاب الإتجاه العقلاني على أطروحة الحسيين وخاصة ديكارت وآلان واعتبروا أن الإدراك عملية عقلية معقدة تتجاوز الإحساس لهذا قال ديكارت : " إني أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما أكنت أحس أني أراه بعيني "
وقال آلان: " أن الشيء يدرك و لا يحس به" وكل هذا يدفعنا إلى البحث عن حجج جديدة لتفنيد الأطروحة و إبطالها

إبطال الأطروحة بحجج شخصية : إن المعارف الإدراكية ليست مجرد مجموعة من الإحساسات تترابط فيما بينها , بل الإدراك نشاط عقلي معقد تتداخل فيه الكثير من العمليات النفسية كالذاكرة , والتخيل , الذكاء والحلم والتأويل و الإنتباه .... لهذا يقول " وليام جيمس " : لايحس الإنسان الراشد الأشياء بل يدؤكها " , كما أن معرفة المسافات وتقدير الأبعاد فهي تخرج عن نطاق الإحساس لأنها تأويل إدراكي للمعطيات الحسية وأحكام عقلية نقررها


حل المشكلة : وعليه نستنتج أن الأطروحة القائلة : " أن الإحساس هو مصدر كل معارفنا الإدراكية " أطروحة كاذبة ومرفوضة , لأن عملية الإدراك ليست مجرد مرآة عاكسة للواقع الحسي , بل هي نشاط بنائي يؤول ويحكم ويفسر ويجرد لبؤس المعرفة الإدراكية


طالع كل ما يخص مادة الفلسفة : 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -