الملخص: تهدف هذه الدراسة لتقييم فعالية الحملات الإعلامية في التوعية من سرطان الثدي المقدمة من طرف مديرية الصحة والسكان بولاية سطيف، وفي سبيل ذلك تم اعتماد منهج المسح بالعينة وتشكيلة من أدوات جمع البيانات تمثلت في الملاحظة والمقابلة والاستمارة، حيث تم استفتاء 327 مفردة من جمهور حملات مديرية الصحة والسكان بولاية سطيف حول سرطان الثدي، كما تم إجراء العديد من المقابلات مع المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى المديرية. وقد توصلت الدراسة في شقها الميداني الأولى -المقابلة- إلى حقيقة مفادها أن حملات مديرية الصحة والسكان لولاية سطيف لم تصل بعد إلى مستوى عالي من الفعالية لغياب خلفية نظرية، وبعد علمي تستند عليه في تخطيطها وإعدادها، وهو ما يفسر في النشاط العشوائي لتحديد موضوع الحملة وجمع معلوماتها، والجمهور المستهدف منها وإعداد مضامين رسائلها، واختيار وسائل عرضها، وحتى جدولة فعالياتها التي تفتقر إلى التقييم العلمي. أما في الشق الثاني من الدراسة الميدانية، فقد توصلت إلى نتائج مفادها أن حملات مديرية الصحة والسكان لسرطان الثدي لم تحقق درجة عالية من الفعالية مقارنة بنسبة التعرض المعتبرة لهذه الحملات، وأراء واتجاهات الجمهور الإيجابية نحو درجة أهميتها، إقناعيتها، وفهمها، ووضوحها، أي أنها لم تنعكس في تأثيراتها على البعد المعرفي لجمهور حملاتها الذي تجسد في قدرته على تذكر واكتساب المعلومات من هذه الحملات، ولا في إحداث تأثيرات على البعد الوجداني، وبالتالي لم تنعكس هذه الاتجاهات على المستوى السلوكي، وتترجم في شكل سلوكات صحية نابعة من إحساس الفرد بالمسؤولية تجاه صحته، حيث لم يتعدى دوروها التأثير الآني فقط.