الملخص: تناولت هذه الدراسة موضوع صورة الإدارة العمومية في ظل إجراءات تحسين الخدمة، من منطلق آن العلاقة بين الإدارة العمومية والمواطن هي علاقة حتمية ومستمرة، والمواطن الجزائري لطالما ترسمت لديه صورة سلبية عن الإدارة العمومية، نظرا لوجود عدة مشاكل منها التخلف والفساد وبيروقراطية الجهاز الإداري الجزائري، وهو مـــــا جعل الحكومة الجزائرية تسعى لإصلاح الوضع، وتعتمد إجراءات جديدة فـي سبيل تحسين الخدمـة العموميـــــــة، وإعادة بناء علاقة جيدة بين الإدارة والمواطن، حيث تجسد ذلك من خلال مشروع الجزائر الالكترونية 2008-2013. حيث جاءت هذه الدراسة لمعرفة واقع الصورة الذهنية للإدارة العمومية وبالتحديد الإدارة المحلية لدى المواطن في ظل هذه الإجراءات وذلك من خلال الإجابة على التساؤل الرئيسي الأتي: ما هي الصورة الذهنية للإدارة العمومية في ظل إجراءات تحسين الخدمة؟ والذي تفرعت عنه التساؤلات الآتية: - ما هي درجة معرفة المواطن الجزائري بإجراءات تحسين الخدمة العمومية على مستوى الإدارة المحلية (بلدات ولاية عنابة)؟ - ما هو مستوى تكفل الإدارة المحلية (بلدات ولاية عنابة) بانشغالات المواطن؟ - ما هو معدل تقدير المواطن لإجراءات تحسين الخدمة العمومية على مستوى الإدارة المحلية في الجزائر ؟ وتقع هذه الدراسة في خانة الدراسات الوصفية، وتم الاعتماد فيــــها على منهج المسح لجمع المعلومـــــــــــــــــات والبيانات المطلوبة من المبحوثين، أما عن مجتمع البحث فقد تمثل في عينة من مواطني ولاية عنابة وتم اختيار أربع بلديات من الولاية الأكثر كثافة سكانية (عينة قصدية): عنابة وسط، البوني، سيدي عمار، برحال، في المستوى الأول، ليكون نوع العينة في المستوى الثاني: عينة عرضية ب400 مفردة، مفردة 100 لكل بلدية، وتم توظيف مجموعة من الأدوات في جميع البيانات الميدانية تمثلت في شبكة الملاحظة، والاستمارة كأداة رئيسية للبحث. وخلصت هذه الدراسة إلى جملة من النتائج: - أغلبية المبحوثين لا يعلمون بالإجراءات الجديدة الخاصة بتحسين الخدمة العمومية على مستوى الإدارة المحلية. - تختلف المشاكل والانشغالات التي يتوجه المواطن إلى مصـــالح البلدية بغية طرحـــــــــــــــــــها على المسؤولين غير أنها تتمحور حول أمور الحياة العامة (سكن، عمل، شؤون اجتماعية). - هناك تقصير من طرف الإدارة المحلية (البلدية) في التكفل بمشاكله وانشغالات المواطن. - لم تساهم هذه الإجراءات بشكل كبير في تحسين خدمات الإدارة المحلية (البلدية) مع "استمرار ظاهرة الطوابير، عدم تحسن طريقة تعامل الموظف مع المواطن..إلخ). - هذه الإجراءات ليس لها مصداقية لدى المواطن وثقته فيها ضعيفة مما اثر سلبا على الصورة الذهنية للإدارة المحلية (البلدية) لديه. - غياب البعد الاستراتيجي لدى الإدارات المحلية محل الدراسة (بلدية عنابة، بلدية البوني، بلدية سيدي عمار، بلدية برحال) لبناء صورة ذهنية مرغوبة وايجابية لدى جماهيرها الداخلية والخارجية.