القائمة الرئيسية

الصفحات

الخطاب المفهوم والخصائص

الخطاب المفهوم والخصائص


1. مفهوم الخطاب

مفهوم الخطاب مفهوم حديث النشأة نسبيا، وغير متفق عليه نظرا لتعدد التخصصات التي تتناوله بالدراسة من لسانيات وعلم اجتماع، والعلوم السياسية وعلم النفس ... الخ.

من الناحية اللغوية يحيل مفهوم الخطاب إلى إلقاء الكلام أو الحديث، فالخطاب مصدره الفعل خاطب، والخطاب هو ما يلقيه الخطيب من كلام أو حديث أمام الناس.

أما من الناحية الاصطلاحية يعتبر الخطاب مفهوما غير متفق عليه كما سبق وأن ذكرنا، إلا أن الخطاب بشكل عام يعني :  نص كلامي يحمل مضمونا (معلومات) يرغب المتكلم في أن يوصلها إلى المتلقي, وعلى هذا الأساس يمكن القول أن العملية الخطابية هي عملية اتصالية تتوفر فيها كل مقومات الاتصال من عناصر ومبادئ وأهداف,

وبالرجوع إلى الأدبيات الغربية بهدف التمحيص في التعاريف المقدمة لهذا المفهوم نجد إسهامات اللسانيين في ستينيات القرن الماضي ومنهم الباحث هاريس الذي حاول لأول مرة توسيع حدود الدراسات اللسانية التي كانت تهتم بالجملة إلى مستوى آخر وهو مستوى الخطاب، حيث عرفه على أنه : ملفوظ طويل، أو متتالية من الجمل الذي يمكن من خلاله استكساف سلسلة من المعاني,

أما الباحث الفرنسي ميشال فوكو فقد طرح نظرة مغايرة للخطاب بحيث أخرجه من النطاق اللساني الضيق وربطه بمفهوم السلطة فهو عنده شيء من الأشياء، وهو ككل الأشياء موضوع صراع من أجل الحصول على السلطة,

من الناحية التواصلية يعتبر تعريف اللساني الفرنسي إميل بنفنيست الأكثر تجسيدا لمفهوم الاتصال، حيث عرف الخطاب بأنه: ملفوظ ينظر إليه من حيث آليات وعمليات اشتغاله في التواصل، أو كل تلفظ يفرض متكلما ومستمعا، ويهدف الأول إلى التأثير في الثاني بطريقة أو بأخرى,

أما في الأدبيات العربية نلاحظ أيضا تعددا مفاهيميا واسعا للخطاب ونذكر منها تعريف الباحث جابر عصفور: الطريقة التي تشكل بها الجمل نظاما متتابعا، تسهم به في نسق كلي متغير ومتعدد الخواص، أو على نحو يمكن معه أن تتآلف الجمل في خطاب بعينه لتشكل خطابا أوسع ينطوي على أكثر من نص.

2. خصائص الخطاب:

إن الخطاب كما تتفق حول ذلك مختلف التعاريف وحدة لغوية أشمل من الجملة، فالخطاب تركيب من الجمل المنظومة وفق نسق مخصوص من التأليف.

الخطاب نظام من الملفوظات، والتأكيد على المظهر اللفظي للخطاب ناتج أساسا من كون هذا الأخير أكثر المظاهر تعبيرا عن اللغة، والتأكيد على هذا الجانب يفرض ضمنيا الاهتمام ببعض مكونات نظرية الاتصال كالمرسل والمتلقي بوصفهما قطبي الإرسال للملفوظ من الكلام، وكل هذا يحيل إلى اتساع مفهوم الخطاب ليكون موضوعا لا تعنى به اللسانيات فقط، وإنما نظرية الاتصال والسيميولوجيا ونظرية التلقي أيضا، وهو ما يدل على تعدد المستويات التي ينطوي عليها الخطاب.

مصدر الخطاب فردي وهدفه الإفهام والتأثير  كونه نتاجا يلفظه الفرد، ويهدف من ورائه إلى إيصال رسالة واضحة المرمى ومؤثرة في المتلقي.

إن متلقي الخطاب لابد أن يستشف المقصد الذي ينطوي عليه، وأن يستوعب الرسالة الدلالية التي تكمن فيه وذلك لكي تكتمل دائرة الاتصال كالشفرة والسياق لكي ينفذ قصد القائل إلى المتلقي 


تعليقات