تطور الاهتمام بالبحوث الكمية في الدراسات الإعلامية
مدونة التربية و التعليم ترحب بكم
المؤلف : د. طه عبد العاطي نجم
الكتاب أو المصدر : مناهج البحث الإعلامي
الجزء والصفحة : ص 23- 26
أتبع البحث الإعلامي مراحل تطور المناهج السوسيولوجية السائلة في العلوم الاجتماعية، وخلال المراحل المبكرة من القرن العشرين كانت الدراسات الإعلامية ذات طابع كيفي بطبيعتها، وتهتم اساساً بالقضايا التاريخية والأخلاقية والتشريعية. وقد بدأت مسوح القراءة تأخذ طريقها مع ظهور الطباعة في الثلاثينيات من القرن العشرين، وقد لوحظ أن الاهتمام بالبحث الكمي قد ارتفعت مكانته خلال الأربعينيات والخمسينيات من هذا القرن، وفي سنة 1957 نشر " ولبور شرام" مقالة عن مناهج البحث لدراسات منشورة في دورية Journalism Quarterly في الفترة بين منتصف الثلاثينيات ومنتصف الخمسينيات. وقد وجد أن 10% فقط من هذه المقالات منشورة في الفترة من 1937 – 1942، واعتمدت أساساً على البيانات الكمية، وفي الفترة من 1952 – 1956 جاء نصف المقالات المنشورة ضمن البحوث الكمية(9).
وقد قام كل من "فولكينر Faulkner وسبكتور Spector" بإجراء دراسة مقارنة عن سياسة النشر في خمس دوريات سوسيولوجية كبيرة في الفترة من 1973 – 1978 . تبين أن اثنين منهما عنوانهما American" ."American Journal of Sociology" "Sociological Review يندرج بهما 10٪ من المقالات المنشورة ضمن البحوث الكيفية. ومعنى هذا أن الاتجاه الكمي ظل مسيطراً خلال هذه السنوات، بينما حدث التحول إلى الاتجاه الكيفي مع نمو الاتجاهات النظرية وزيادة الاهتمام بالدراسات الامبيريقية، وتبع ذلك ظهور دوريات جديدة في هذا المجال، اهتمت بعلم الاجتماع التفسيري مثل مجلة الحياة الحضرية Urban Life والتفاعلية الرمزية وعلم الاجتماع الكيفي Qualitative Sociology (10).
وفي مجال الاتصال الجماهيري بدأ الاهتمام بتأسيس مجالات مثل "Media، Culture and Society"، "Journal of Communication" و Critical Studies in Mass Communication ".
وقد لوحظ خلو هذه المجلات من الدراسات الكيفية. ومن هنا يمكن القول بأنه لم يكن هناك أي اهتمام ملحوظ بالبحث الكيفي في الماضي، ويرجع ذلك إلى تميز المنظور الوضعي خلال هذه الفترة، وقد بدا ذلك واضحاً في مقدمة كتاب لأحد الباحثين المهتمين بدراسة الحقائق الموضوعية عندما قال: " لكي تكون علمياً في أبحاث الاتصال، يجب أن تستخدم بالطبع البحث الكمي". أما الإعتراضات المعاصرة على استخدام المنهج الكمي فقد وردت في كتب عديدة من مناهج البحث، وخصص كل من " ستميل Stempel" و" وستلی Westely " سنة 1981 في مؤلفهما ثلاثة فصول تتحدث عن مناهج البحث الكيفي. واهتم أيضاً "ماكويل Mcquail" سنة 1987 بأهمية استخدام المناهج الكيفية، وعلاوة على ذلك ذهب "اندرسون Anderson" سنة 1987 أبعد من ذلك في كتابة الجديد عن المناهج، حيث خصص نصفه عن المناهج الكيفية(11).
ويرجع بعض الباحثين أسباب تطور الاهتمام باستخدام البحوث الكمية في الدراسات الإعلامية إلى العوامل التالية: (12)
تعليقات
إرسال تعليق
أترك بصمتك بتعليق على مدونة التربية و التعليم