القائمة الرئيسية

الصفحات

مناهج ومقاربات تحليل الخطاب

مناهج ومقاربات تحليل الخطاب


إذا ما حاولنا البحث في موضوع المناهج العلمية التي تناولت بالدراسة موضوع الخطاب سنجد تشعبا كبيرا، وهذا راجع لارتباط موضوع الخطاب بالعديد من العلوم والتخصصات المعرفية وسنحاول من خلال هذا العرض التعرف على أهم المناهج والمقاربات اللسانية والاجتماعية:

1. المقاربة التلفظية: 

تعرف المقاربة التلفظية على أنها دراسة سياق التلفظ، وتحديد أطراف التواصل اللغوي بالتركيز على ثلاثة مبادئ وهي:

البنية: ونقصد بالبنية المظهر التراكيبي والنحوي الذي يظهر فيه الخطاب

الدلالة: وعي جملة المعاني والمدلولات التي تتشكل في ذهن المتلقي (الصور الذهنية) نتيجة التعرض للدال.

الوظيفة: تعددت التقسيمات التي قدمت للوظائف اللغوية، ولعل أشهرها تقسيم رومان جاكبسون الذي حددها في الوظائف التالية: 

_ الوظيفة التعبيرية: التي تتعلق بعلامات المرسل في النص

_ الوظيفة الإفهامية: التي تتعلق بعلامات المتلقي في النص

_ الوظيفة المرجعية: والتي تتعلق بعلامات الموضوع 

_ الوظيفة الحفاظية: والتي تتعلق بعلامات القناة 

_ الوظيفة الميتالغوية: والتي تتعلق بالعلامات التي تشرح المدونة بالمدونة

_ الوظيفة الشعرية: والتي تتتعلق بالعلامات التي تضيف لمسة جمالية وبلاغية للخطاب

2. مقاربة ميشال فوكو:

يتم تحليل الخطاب وفق منظور ميشال فوكو باعتباره مجموعة من الأدلة تشكل عبارات تنتمي إلى نفس نظام التكوين، أو بوصفه مجموعة من العبارات تنتمي إلى تشكيلة خطابية، فهو ليس وحدة بلاغية قابلة لأن تتكرر إلى ما لا نهاية، ويمكن الوقوف على ظهورها واستعمالها خلال التاريخ مع تفسيره إذا اقتضى الأمر، بل هو عبارة عن عدد محصور من العبارات التي تستطيع تحديد شروط وجودها.

إذن فهو يتناول الخطاب كميدان عام لمجموع المنطوقات أو مجموعة متميزة من العبارات تنتمي إلى تشكيلة معقدة من العلاقات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي يبرز فيها الكلام كخطاب ينطوي على الهيمنة والمخاطرة في نفس الوقت.

3. منهج التحليل الثقافي:

تأسست مدرسة التحليل الثقافي العام في رحاب مركز الدراسات الثقافية المعاصرة سنة 1964، إلا أن أصولها ترجع إلى نهاية الأربعينات ومطلع الخمسينات ومن أبرز أعلامها ريتشارد هوغرب وستيوارت هال، ولكن ربما كانت أعمال ريموند ويليامز  الأكثر أهمية في تأسيس هذه المدرسة التي ربطت بين الثقافة والإعلام في إطار اهتمامها بالتحليل الثقافي وتحول الثقافة إلى سلع تنتج وتوزع على نطاق واسع في ظل المجتمع الرأسمالي، ومن هنا ظهر مفهوم الثقافة الجماهيرية المادية وكيف تلعب وسائل الإعلام دورا في ترويج ثقافة معينة في إطار علاقتها بأسلوب الحياة والايديولوجيا والوعي الاجتماعي.

استفادت بحوث تحليل الخطاب في هذه المدرسة من أعمال جوفمان ومن النظرة متعددة الوظائف للثقافة التي طورها هاليداي واقتحمت مجالات جديدة على يد مونتجمري، حيث تناولت الحوارات المفتوحة مع الجمهور في برامج الإذاعة والتلفزيون.

4. منهج تحليل المحادثة:

تدخل هذه المقاربة ضمن الأعمال التي تعتبر اللغة نشاطا اجتماعيا تفاعليا، ولتي نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية الثمانينات، ومن بين أهم الأبحاث التي طورتها هذه المدرسة هي إثنوميثودولوجيا المحادثات اليومية من خلال دراسة الفعل التواصلي للحقيقة الاجتماعية اليومية، ومعرفة تمثلاته واستراتيجياته الخطابية,

أما استخدامات هذا الطرح عبر وسائل الاعلام والاتصال فقد تركز في دراسة البرامج الحوارية والمحادثات التي تتم من خلالها أو دراسة ما يسمى بإدارة الحوار.

تعرض هذا المنهج للعديد من الانتقادات نذكر منها:

_ غياب تأصيل نظري يقدم مصداقية لنتائج البحوث المنجزة باستخدام هذا المنهج

_ التطور الحاصل في وسائل الاعلام والاتصال، وعدم قدرة هذا المنهج على التكيف مع المستجدات.

تعليقات