نشأة وتطور المفهوم التسويقي- مهري شفيقة
ظهرت أهمية التسويق في منتصف القرن العشرين فبعد الثورة الصناعية مر المفهوم التسويقي بمراحل متعددة1-مرحلة التوجه بالإنتاج: وفيها كان محور إنشغال الإدارة هو الانتاج ولم يكن تعريف الإنتاج وتحيده يواجه صعوبة لأن السوق لم تكن مشبعة ولذا كان التركيز في هذه المرحلة على الاشباع الكمي للحاجات ، تميزت هذه المرحلة بعدم تدخل رجال البيع في قضايا الإنتاج وإقتصار وظيفتهم على إقناع المستهلك بأن ما أنتج هو ما يشبع حاجاته.
2-مرحلة التوجه البيعي:
بدأت هذه المرحلة في بداية ثلاثينات القرن العشرين واستمرت حتى نهاية خمسينات نفس القرن، وبعد الأزمة التي حلت بالاقتصاد العالمي في 1929 ، أصبح التوجه بالإنتاج والعمل على تطويره غير كافي لتصريف منتجات المنظمة ومواجهة المنافسة الناتجة عن نقص الطلب على العرض.
وخلال هذه المرحلة أعادت المنظمة وجهة نظرها اتجاه المبيعات بجعلها الوسيلة الرئيسية لزيادة الأرباح وذلك باستخدام بعض الأنشطة التسويقية كالبيع. الشخصي، الإعلان والتوزيع( مهري، 2016، ص2)
3- مرحلة التوجه بالتسويق:
بدأت هذه المرحلة في خمسينيات القرن الماضي، فبظهور وكثرة الشركات الاقتصادية واشتداد المنافسة، وزيادة وعي المستهلك، أصبحت جهود البيع والإعلان لحث المستهلك على الشراء غير مجدية، فلا يشعر المستهلك بفائدة ومنفعة المنتجات المقدمة له. وعليه جاء التسويق بفلسفة جديدة تقوم على أن إشباع حاجات ورغبات العميل هي السبيل الأمثل لتحافظ المنظمة على مكانتها بين المنافسين في السوق.
ومن هنا بدأ الاهتمام بدراسة احتياجات السوق والعمل وفق المنطق الذي يقول: أنتج ما يتم بيعه بدلا من بيع ما يتم إنتاجه. وقد تميزت هذه المرحلة بظهور إدارة التسويق داخل المنظمة، ففيها يتم تأطير كافة الأنشطة التسويقية من تخطيط طويل الأجل، ووضع الاستراتيجيات التسويقية، كما أصبح هناك اهتمام كبير بالبحوث التسويقية ودراسة سلوك المستهلك،
4- مرحلة المفهوم الاجتماعي للتسويق: إستمرار التطور في المفهوم الحديث للتسويق، بالتركيز على حاجات ورغبات المستهلك واشباعها، ثبت أنه هناك بعض الحاجات والرغبات الخاصة بجماعة معينة قد تتعارض مع حاجات المجتمع ككل، فتجد إدارة التسويق حينئذ صعوبة في اتخاذ القرار التسويقي المناسب، ومن هنا امتد نطاق المفهوم التسويقي إلى المفهوم الاجتماعي للتسويق.
ووفقا لهذا التوجه التسويقي الحديث وجب على المنظمة تحديد حاجات ورغبات المستهلك واشباعها بدرجة عالية من الفعالية لمواجهة المنافسة، كما يجب عليها أيضا أن تجتهد في تحسين وتطوير الرفاهية الاجتماعية، إذن بظهور المفهوم الاجتماعي تبين أنه على المنظمة مراعاة المسؤولية الاجتماعية عند اتخاذ القرارت التسويقية( نطور، 2017، ص4،6)
وبالتالي أصبحت التوجهات الاجتماعية للمؤسسات تهتم بالمشاكل الإجتماعية والبيئية وعلاجها من خلال ممارسات مسؤولة وتنصب هذه التوجهات الإدارية بشكل رئيسي نحو رضا المستهلك ورفاهية المجتمع على الأمد الطويل والذي هو مفتاح تحقيق أهداف المنظمة ومسؤولياتها ( مهري، ص4)
ويطلق على المفهوم الاجتماعي للتسويق المفهوم المعدل للتسويق ويقوم على إفتراض أن المؤسسة لبنة أو خلية أساسية من خلايا المجتمع ، حيث تركز جهودها على تحقيق وإشباع حاجات المستهلك مع المساهمة في تحسين المستوى المعيشي للمجتمع ( هباش، 2020، ص11)
وهناك من يضيف مرحلة أخرى في ظل التطورات المعاصرة لهذا المجال وهي مرحلة المفهوم الموسع للتسويق وهو إمتداد لمفهوم التسويق الاجتماعي ولكن أحدث وأشمل منه إذ يركز على الجوانب المختلفة للمسؤولية الاجتماعية الأخلاقية للتسويق كممارسة وتطبيق إضافة إلى سلوكيات وأخلاقيات الممارسين للعملية التسويقية إضافة إلى المساءلة أي محاسبة أصحاب المصلحة في الشركة المسؤولين عن أي خطأ .
مفهوم التسويق: وردت عدة تعاريف منها مايلي:
تعريف الجمعية الأمريكية للتسويق1960، أداء أنشطة الأعمال التي تختص بإنسياب السلع والخدمات من المنتج إلى المستهلك أو المستخدم
ستانتون1971: نظام كلي لتكامل أنشطة الأعمال المصممة لتخطيط وتسعير وترويج وتوزيع السلع والخدمات المشبعة لرغبات المستهلكين الحاليين
وأهم تعريف لكوتلر : نشاط إنساني يهدف إلى إشباع الإحتياجات والرغبات من خلال عملية التبادل
تعريف موسع للتسويق: قامت الجمعية الأمريكية للتسويق بإعادة صياغة التعريف في 2004 " التسويق عبارة عن تنظيم وظيفي ومجموعة من العمليات من أجل خلق وإيصال ونقل القيمة إلى الزبون وإقامة علاقة وطيدة معه بشكل لائق بالنسبة للمؤسسة ومالكيها (هباش،ص17)
مقتطف من محاضرات الأستاذة د. مهري شفيقة.
أترك بصمتك بتعليق على مدونة التربية و التعليم