رجل مبدع فريد في زمانه ، يحب عمله بشدة وحرص على تميزه فيه لدرجة لا توصف ، لكن أحاطت به عين الحسد والريبة ، والتخوف والغيرة ، فلقي حتفه فصار مثلا يضرب لمن يرد على الإحسان بالإساءة ، حتى قيل : جزاؤه جزاء سنمار ، فإليكم قصته .
ملك مزهو بسلطانه
يروى أن ملك الحيرة النعمان كان مزهوا بسلطانه ، مفتخرا بمملكته ، وكان يباهي بها أمام ملوك العرب والفرس ، فأراد ذات يوم أن يشيد على أرضه قصرا عتيدا مجيدا ، يصل صداه إلى أقاصي الأمم ، فاقترحوا عليه مهندسا من الروم يدعى سِنِمّار ، وقد عُرف بإتقانه الشديد في تصميمه وحرفته في الزخرفة والبناء ، وكان له ذلك . فقدم سنمار وشرع بكل ما أوتي من مهارة وخبرة في تشييد قصر لن تقدر على خلقه أي يد مهندس آخر بعده ، خصوصا وأنه علم بكرم الملك النعمان ، وإغداقه بالذهب والهدايا على من يحسنون خدمته .
تقول بعض الروايات أن سنمار استغرق قرابة العشرين سنة في تشييد هذا القصر العظيم ، وبعد أن انتهى منه وعرضه على الملك ، انبهر أشد الانبهار ، ودهش الناس لدقة تصميم القصر وزخرفته ، وألوان أركانه وجنباته ، وقد وقف سنمار سعيدا راضيا عن نفسه لأنه عمل بكل جد لأداء مهمته على أكمل وجه ..فكان كذلك بل أكثر ، لكن المسكين لم يعلم أن فصول نهايته كانت تقترب منه من حيث لا يدري .
وعلى العموم هناك روايتان مشهورتان لنهاية سنمار :
الرواية الأولى : بعد أن انتهى سنمار من القصر وانبهر به الملك ، أخذه في جولة بأرجاء القصر وصعدا إلى قمته ، عندها أعجب الملك أشد الإعجاب من عظمة هذا الصرح الشاهق ، وحدّثته نفسه بأن سنمار كما بنى له هذا القصر الباهي ، فسيبني غيره أو أفضل منه لملك آخر ، فما كان من الملك إلا أن دفعه من قمة القصر فأرداه قتيلا .
الرواية الثانية : بعد أن انتهى سنمار من القصر وانبهر به الملك ، أخذه في جولة بأرجاء القصر ، وأثناء حديثهما قال له سنمار : يا جلالة الملك لقد صممت لك هذا القصر لك وحدك ولن يتأتى لأي شخص مهما كان أن يشيد مثله ، ولقد تركت آجرة ( طوبة ) في موضع محدد إن أزحتها من مكانها انهدّ القصر برمته ، فإن تعرضت مملكتك لغزو أو تمكن الأعداء منك ، ما عليك إلا أن تزيل هذه الآجرة من موضعها فينهدّ القصر فوق رؤوسهم ، وتهرب أنت ، ولن يبقى لهم شيء .
فقال له الملك : من يعلم بأمر هذه الآجرة ؟
قال سنمار : طبعا أنا وأنت فقط مولاي .
فتوجس الملك الريبة والخوف ، وأحاطت به الوساوس والظنون ، ورأى أن هذا السر الخطير يجب أن يعلم به شخص واحد فقط ، فاستدعى سنمار إلى مرافقته لقمة القصر ، فباغته على حين غرة ودفعه .
ذلك جزاء سنمار ، فبالرغم من كون نيته سليمة صافية لا تحمل أي شر ، إلا أن مهارته اللامتناهية في عمله كانت سببا في نهايته ، وأضف إليها غيرة الملك التي أعمت عينيه عن كل رويّة وتفكير ، فكان مثل جزاء سنمار يضرب في كل من يحسن في عمله ، فيكافأ بالإساءة إليه . فكم من سنمار في واقعنا يجازى شرا بعد أن يبذل كل ما يملك من ضروب الخير والإحسان ، وتلك هي الأيام التي لا يأمن تقلبها أي عاقل .
ملك مزهو بسلطانه
يروى أن ملك الحيرة النعمان كان مزهوا بسلطانه ، مفتخرا بمملكته ، وكان يباهي بها أمام ملوك العرب والفرس ، فأراد ذات يوم أن يشيد على أرضه قصرا عتيدا مجيدا ، يصل صداه إلى أقاصي الأمم ، فاقترحوا عليه مهندسا من الروم يدعى سِنِمّار ، وقد عُرف بإتقانه الشديد في تصميمه وحرفته في الزخرفة والبناء ، وكان له ذلك . فقدم سنمار وشرع بكل ما أوتي من مهارة وخبرة في تشييد قصر لن تقدر على خلقه أي يد مهندس آخر بعده ، خصوصا وأنه علم بكرم الملك النعمان ، وإغداقه بالذهب والهدايا على من يحسنون خدمته .
تقول بعض الروايات أن سنمار استغرق قرابة العشرين سنة في تشييد هذا القصر العظيم ، وبعد أن انتهى منه وعرضه على الملك ، انبهر أشد الانبهار ، ودهش الناس لدقة تصميم القصر وزخرفته ، وألوان أركانه وجنباته ، وقد وقف سنمار سعيدا راضيا عن نفسه لأنه عمل بكل جد لأداء مهمته على أكمل وجه ..فكان كذلك بل أكثر ، لكن المسكين لم يعلم أن فصول نهايته كانت تقترب منه من حيث لا يدري .
وعلى العموم هناك روايتان مشهورتان لنهاية سنمار :
الرواية الأولى : بعد أن انتهى سنمار من القصر وانبهر به الملك ، أخذه في جولة بأرجاء القصر وصعدا إلى قمته ، عندها أعجب الملك أشد الإعجاب من عظمة هذا الصرح الشاهق ، وحدّثته نفسه بأن سنمار كما بنى له هذا القصر الباهي ، فسيبني غيره أو أفضل منه لملك آخر ، فما كان من الملك إلا أن دفعه من قمة القصر فأرداه قتيلا .
الرواية الثانية : بعد أن انتهى سنمار من القصر وانبهر به الملك ، أخذه في جولة بأرجاء القصر ، وأثناء حديثهما قال له سنمار : يا جلالة الملك لقد صممت لك هذا القصر لك وحدك ولن يتأتى لأي شخص مهما كان أن يشيد مثله ، ولقد تركت آجرة ( طوبة ) في موضع محدد إن أزحتها من مكانها انهدّ القصر برمته ، فإن تعرضت مملكتك لغزو أو تمكن الأعداء منك ، ما عليك إلا أن تزيل هذه الآجرة من موضعها فينهدّ القصر فوق رؤوسهم ، وتهرب أنت ، ولن يبقى لهم شيء .
فقال له الملك : من يعلم بأمر هذه الآجرة ؟
قال سنمار : طبعا أنا وأنت فقط مولاي .
فتوجس الملك الريبة والخوف ، وأحاطت به الوساوس والظنون ، ورأى أن هذا السر الخطير يجب أن يعلم به شخص واحد فقط ، فاستدعى سنمار إلى مرافقته لقمة القصر ، فباغته على حين غرة ودفعه .
ذلك جزاء سنمار ، فبالرغم من كون نيته سليمة صافية لا تحمل أي شر ، إلا أن مهارته اللامتناهية في عمله كانت سببا في نهايته ، وأضف إليها غيرة الملك التي أعمت عينيه عن كل رويّة وتفكير ، فكان مثل جزاء سنمار يضرب في كل من يحسن في عمله ، فيكافأ بالإساءة إليه . فكم من سنمار في واقعنا يجازى شرا بعد أن يبذل كل ما يملك من ضروب الخير والإحسان ، وتلك هي الأيام التي لا يأمن تقلبها أي عاقل .
تعليقات
إرسال تعليق
أترك بصمتك بتعليق على مدونة التربية و التعليم