أخر الاخبار

سيدتي لا تخطئي الهدف! حدة حزام

سيدتي لا تخطئي الهدف! حدة حزام


على بن غبريط ألا تغرق في هذه المعركة التافهة، التي بدأت مثيلات هذه المعلمة المتبرجة (التبرج هو كميات المساحيق على وجهها) تقودها وتقودنا إليها، لتتخذ السيدة الوزيرة قراراتها بحزم وألا تتسامح مع هذا التهور، لأنهم يريدون لها أن تخرج من ساحة المعركة، ألا وهي البحث عن حلول للمشاكل الحقيقية التي تعاني منها المنظومة التربوية.
هم يريدون تلهيتها وإجهادها في مشاكل جانبية، وكان يكفي أن توجه هذه المعلمة الراقصة إلى عنوان أي ملهى ليلي أو البرامج الغنائية في التلفزيونات العربية، التي تصور في نفس الاستوديو، برامج العريفي وبرنامج (أراب أيدول).
يكفي مشاهدة فيديوهات هذه الباحثة عن فرص للشهرة، كيف تكحل عينيها، وكيف تتلاعب بلسانها، وكيف تركز الكاميرا على وجهها وتتخذ من التلاميذ خلفية لفيلمها الإغرائي، لنفهم أن المسكينة واقعة تحت ضغط هرموني كبير.
لتتوقع الوزيرة حملة، بل حملات من هذا النوع، لكن لا يجب أن تحيد بصرها أبدا عن الهدف، فهم يشعلون نيرانا جانبية، لنضيع نحن وقتنا في إطفائها، بينما يقومون في صمت وبعيدا عن الأعين بتدمير المنظومة ومن ورائها المجتمع.
هكذا، كانت تفعل جماعة علي بلحاج سنوات التسعينيات، عندما كانت ترسل صبيانها للاعتداء على الشباب والشابات في الحدائق العمومية، لتتحدث عنها الصحافة وتزرع الرعب في النفوس، بينما كانت ميليشيات الجبهة تعد العدة وتجمع السلاح وتحفر ”الكازمات” في الجبال استعدادا لليوم الموعود.
لن تتسامحي سيدتي، لكن إياك والوقوع في شباكهم، هم لا يهمهم مصير الأطفال، ولا ما سيتعلمونه من لغات وعلوم، ولا كيف يفكرون بمنطق وبحرية، هم يريدون خرافا يسوقونها إلى المجازر.
يريدون من أطفالنا حطبا لنيرانهم، يعلمونهم أن الجهاد الفريضة الغائبة فرض عين، وعلى كل مسلم القيام بها.
يعلمونهم كيف يكرهون، وكيف يجسدون كراهيتهم في كل من يخالفهم.
ثم هذه الأستاذة ليست أسوأ ممن سبقنها في تدمير المدرسة، ليست أسوأ من هذا الأستاذ الذي قال لتلميذة بإحدى ثانويات ڤالمة من بضعة سنين عندما سألته أن يعيد شرح معلومة ”هل تريدنني أن أوريك كيف تفعلين في ليلة الدخلة؟” ومعذرة على هذه البذاءة، فأصيبت المسكينة بانهيار عصبي وتركت الدراسة.
هذه المغنية التي أخطأت طريقها، ليست أسوأ من أستاذة تشتم تلاميذها بألفاظ جارحة وتنعت أمهاتهم بأبشع الألفاظ، وهذا وقع في إحدى المدارس بالرغاية فقط وليس بباتنة أو النعامة؟!
هذه التي لم أجد لها وصفا يليق بها، نجحت في شيء واحد وهو إخراج كوارث المدرسة التي كانت حبيسة جدران الأقسام إلى العلن وهي كوارث متراكمة من عقود، أدت إلى إنتاج عقول متحجرة مثل عقلها.
نعم، اللغة العربية جميلة، نحبها وندافع عنها، لكن لنعترف أننا أثقلنا كاهلها بتمائم الخرافات التي علقناها على كاهلها، فأصبحت من الحفريات.
فلنحررها من العداء أولا للغات الأخرى، فقد قدمت العربية للغات الأخرى، عندما كانت تقود التنوير، الكثير، قبل حرق كتب ابن رشد وتقطيع أوصال الحلاج وتكفير ابن المقفع.
أضربي سيدتي بقوة، لكن في الهدف المسطر ولا تضيعي رصاصاتك لقتل جرذان!
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -